كسروان ــ رندلى جبورطريق كسروان لا تزال في غرفة الإنعاش، تنتظر إصلاحات لم تنته منذ «ولادتها». فهذه الطريق، التي اعتبرها رئيس الجمهوريّة فؤاد شهاب أحد المشاريع الإنمائيّة الكبرى لكونها الخطّ الأساسيّ في القضاء، ينهكها اليوم الإهمال المستمر منذ أكثر من عقدين من الزمن. إهمال يتجلّى في «عوارض» كثيرة، ليس أقلّها ثقل الآليات المارّة وغياب التزفيت والحدود على الجانبين التي كانت سبباً رئيسيّاً في حوادث الموت على طريقٍ أساسيّة تربط ساحل القضاء بجرده، ومنطقة كسروان بمناطق أخرى كالمتن من جهة القليعات ـــــ بكفيا، والبقاع من جهة عيون السيمان ـــــ بعلبك.
ولكن رغم ذلك، كانت الطريق المنسيّة تحظى ببعض الاهتمام في فترات الانتخابات، ففي عام 2005 شكّلت الطريق هدفاً أساسياً لنواب المنطقة وفق ما يوضح النائب فريد الياس الخازن. ويلفت الخازن إلى أنّه تمّ الضغط على الحكومة لإعادة تأهيل الطريق، وقد أقرّت الأخيرة في عام 2006 اعتماداً لإصلاحها بقيمة ثمانية مليارات ليرة لبنانية، على أن يوضع المبلغ بتصرّف وزارة الأشغال العامّة والنقل. غير أنّ الوزارة، كما يشير الخازن، أخّرت المشروع بدل تسييره «حيث لزّمت الطريق إلى متعهّد لا يستوفي الشروط المطلوبة».
الاتّفاق الذي لم يتم بين وزارة الأشغال والمتعهّد، استعيض عنه باتّفاقٍ آخر بين الوزارة ومجلس الإنماء والإعمار، نُقل على أثره الاعتماد إلى الأخير الذي وضع دراسة جديدة للمشروع بدأ تنفيذها على مراحل.
بدأت المرحلة الأولى في أيلول عام 2007 بتزفيت طريق فاريا ـــــ حراجل ـــــ ميروبا، وقبل انتهاء العام تمّ تزفيت مساحة واسعة فوق منطقة عشقوت. أما المرحلة الثانية التي تستهدف استكمال الطريق وإعادة تأهيل قنوات المياه، فلم تنته بعد، «وربّما تبقى ناقصة». وفي هذا الإطار، يرى الخازن أنّ المبلغ المرصود والعمل المنجَز لا يكفيان لأنّ الطريق تحتاج إلى حدود للحماية، و«تلك الحدود لا تشملها الميزانيّة». يضاف إلى ذلك، أنّ بعض القرى مثل جعيتا وبلّونة وعجلتون تقع على الأوتوستراد مباشرة، الأمر الذي يسبّب الكثير من حوادث الموت. وأمام هذا الواقع، وَعَد نوّاب تكتّل التغيير والإصلاح الذين تابعوا الملف منذ ما قبل إقرار الاعتماد بمتابعة «نواقص» ما بعد التنفيذ.