ليال حداديجلس جورج المتني أمام حاسوبه، يشير إلى عدد من المواقع التي شارك في تصميمها يوم كان موظّفاً في إحدى شركات المعلوماتية، ويقول بحسرة: «رزق الله على هيديك الإيام، كنت نقّ على المعاش الصغير، بس هلق يا محلا النقّ قدّام القعدة بالبيت».
جورج إذاً ينتمي إلى نادي العاطلين من العمل الذي بدأ يزداد عدد أعضائه منذ اغتيال الرئيس رفيق الحريري.
يعود ابن الثامنة والعشرين بالذاكرة إلى يوم تخرّجه، حين توقّع أن شهادته من الجامعة الأميركية في بيروت ستكون جواز سفره إلى سوق العمل. وهكذا كان، فلم يتأخر في إيجاد عملٍ، وبراتب جيّد بالنسبة إلى متخرّج جديد «ولكن مقارنة مع ما دفعته في الجامعة، بدا الراتب صغيراً وصغيراً جداً». خمس سنوات انقضت على توظيفه، ليأتي صاحب العمل ويقول له ببساطة إنّ الشركة ستندمج مع شركة إماراتية مقرّها دبي، وبالتالي فإن مكتب بيروت سيقفل «واستغنينا عن خدماتك».
سبعة أشهر وجورج عاطل من العمل. في البداية أعجبته «قعدة البيت». فبين البلاي ستايشن والسهر اليومي، لم يشعر بالملل. ولكن عندما طلب المال من والده لأول مرة «رجعت عشر سنين لورا». إلا أنّ التسلية الأفضل عند جورج هي مشاهدة نشرات الأخبار ومتابعة الصحف. وفي الإطار نفسه تفرّغ أكثر للعمل داخل التيار الوطني الحرّ «صرت عم بعمل حملات توعية لجيراني، خصوصاً القوات منّن، يعني بدك تقولي استقطاب حزبي» يقول ضاحكاً.
يفكّر جورج بالهجرة، ولكن كيف له أن يترك والديه وحيدين في لبنان. غير أنه يدرك جيداً أن النهاية ستكون في دبي إذ يتصلّ به يومياً عمّه مؤكداً له أن العمل موجود وأنّ الرواتب مرتفعة نسبياً. يعيش جورج إذاً في دوامة مفرغة، يصل إلى النهاية ليعود إلى البداية، باحثاً عن عمل يناسب مستواه العلمي، والقسط الذي دفعه في جامعته.