هيثم خزعل«أعضاء مأخوذة من جسم الحيوان ممكن أن تزرع لمحتاجيها من البشر!»، هذا ما جاء في دراسة أميركية العام الماضي. وتجدد النقاش حولها أخيراً بعد عاصفة من الانتقادات الأوروبية. وكانت الباحثتان الأميركيتان كاترين كاردونا وبو هرينغ قد أكدتا إمكان زرع أعضاء مأخوذة من الخنازير في جسم الإنسان. في 18 حزيران الماضي، تقدمت جمعية الترياق الأوروبية بطلب إلى وزير الصحة البلجيكي ومندوبين صحيين في الاتحاد الأوروبي، لرفض كل الأبحاث المستقبلية المتعلقة بهذا الموضوع. وعلّلت الجمعية طلبها بأن هذه العمليات قد تسبّب نقل فيروسات من جسم الحيوان إلى جسم الإنسان، ومن المنتظر أن يصدر الرد على الطلب في الأيام المقبلة.
يصنّف أطباء أوروبيون هذه الأبحاث كـ«فضلات»، ويدعون إلى التركيز على إمكان تطوير عمليات الزرع من الجنس البشري. فيما يرى آخرون أن هذه الأبحاث تشكل ثورة في علم المناعة المتعلق بعمليات زرع الأعضاء. وقد أكدت الباحثتان الأميركيتان في دراستهما نجاح زرع خلايا مأخوذة من بنكرياس خنزير (مسؤولة عن إفراز الأنسولين) في أجسام قرود تعاني من السكري. وضبطت الخلايا المزروعة عملية هضم السكر عند القرود بعد مئة يوم من زرعها. وتشير الدراسة إلى أن القرود عانت من بعض المضاعفات بسبب الأدوية التي أعطيت لها بعد عملية الزرع بهدف تخفيف المضادات التي يفرزها الجسم بعد استقبال الزرع.
بعد هذه التجربة بدأت كاردونا وهرينغ وزملاء لهما في تطوير التجارب بهدف زرع أعضاء مأخوذة من جسم الخنزير لمحتاجيها من البشر، وأكد الباحثون أن الأعضاء المزروعة تعيش طويلاً في جسم المُستقبِل. واقترحت الباحثتان الأميركيتان أن يصار إلى زرع قلب خنزير للبشر الذين يحتاجون إلى قلب مؤقت ريثما يجدون متبرعاً لتفادي موتهم. وذلك للتعويض عن استعمال المضخات الميكانيكية الالكترونية التي تدمر عدداً من الكريات الحمراء لدى المريض، فيضطر الأطباء إلى تزويده بالدم باستمرار فترتفع نسبة المضادّات في دمه، وهذا ما يصعّب عملية استقبال زرع ما لاحقاً.