سأذكر دائماً كيف وقف الجميع يتفرج، بينما عائلتي، وأصدقائي ولبناني يحترقون». هذا ما بقي لدى زينة من انطباع عن حرب تموز، تذكره في فيلمها «أذكر لبنان» (I remember lebanon). كانت زينة تعدّ فيلماً عن الشباب اللبناني مع (Out There News) التي تموّل أفلاماً شبابية عن الشرق الأوسط. وقعت حرب تموز فتغيّر مضمون الفيلم القصير. ورغم أن زينة لم تضمّن فيلمها مشاهد كثيرة عن الدمار والقتل جراء الحرب الإسرائيلية على لبنان، فإن التعليق عليه وطريقة السرد يكفيان لمعرفة موقفها. قليلة هي الصور الثابتة في الفيلم التي تنقل مشاهد طبيعية. فغالبية المشاهد صوّرت من شباك سيارة، إضافة لصور شارع الحمرا، والسهر في حانات العاصمة ومطاعمها، والتنزّه في الجبال والبقاع.
عدة شخصيات تتقاطع في الفيلم. أوّلها شقيق المخرجة، أنس، الذي يبلغ الثانية عشرة، ولم يستطع مغادرة لبنان بعد اندلاع الحرب لأنّ جواز سفره، ببساطة، لبناني. ونتعرف أيضاً على ماريان، صديقة زينة، وهي مقدّمة تلفزيونية بقيت في لبنان تساعد النازحين. أما زيد، فسافر إلى الأردن، بعدما أسس فرقة موسيقية وشركة إنتاج أسطوانات. لكن زيد، كما تؤكد زينة، لم يعد واثقاً بما سيفعله. نتعرّف أيضاً على حبيبة وطلال اللذين يهتمّان بقطعة من شاطئ صور تبيض فيها السلاحف البحرية. لم تعرف زينة إلامَ آل مصير هؤلاء بعد الحرب. كل ما تعرفه هو أنّ المنطقة التي يعيشون فيها تضرّرت كثيراً، فيما الشاطئ الذي سعوا إلى حمايته تلوّث هو الآخر من آلة الحرب الإسرائيليّة.
www.youtube.com/watch?v=DjdqIZNWgCg