جميل جداً أن تخطّط لتخصيص يوم لنفسك، فيتكالب القدر والسياسة والأمن والإرهاب والامتحانات ضدّك. جميل أيضاً أن تتوجّه إلى «زيرتك» المفضلة، فتجدها تعجّ بالقمامة التي تركها أصدقاؤك في اليوم السابق. والأجمل أنه أثناء رحلة العشر دقائق إليها، يهب ما يشبه التسونامي وتصل مقصدك وأنت تقطر ماءً، ولا داعي إلى السباحة بعد الآن.جميل أن تحاول السباحة لتخفيف الحر، فتكتشف أن حرارة المياه 29 درجة، وما إن تعود إلى الشاطئ حتى تظلم السماء وتنتشر غيوم سوداء تمنعك من تسمير بشرتك. والأجمل من ذلك أن تعود إلى المنزل فتكتشف أن غيوم الشتاء المبكرة لم تمنع الشمس من «حرق سلّافك»، إذ لم تعد تستطيع النوم لا على ظهرك ولا على بطنك.
جميل أن تحاول الاسترخاء، تحت غيمة سوداء، فيما تدور أمام ناظريك، على اليابسة، حرب شعواء بين «جبل» و«باب». والأجمل أن تحاول لعب «حزورة» مع أصدقائك حول المكان الذي انطلقت منه القذيفة وموقع المبنى الذي أصابته. وجميل أن تراقب الدخان المتصاعد من هذا المبنى لساعات قبل أن تتلهى بقذيفة أخرى، ومنطقة أخرى ومبنى آخر. وجميل أن يتشاجر صديقاك اللذان يرافقانك بشأن أحقية الجبل والباب، كل في الدفاع عن غزو الآخر لمنطقته، فيما صديقتك «القنينة» لا تساعدك على جعلهما يختفيان مع جبلهما وبابهما من الوجود، ولو لبرهة لعينة من الزمن.
الأجمل من ذلك اندلاع حرب المفرقعات بين سكان المدينة، والشارع والحي، والمبنى السكني الواحد. فالكل سعيد بنجاح «قرّة عينه» في الامتحانات الرسمية، ويريد التعبير عن ذلك. ألم يعرفوا أنه لا أحد يرسب في البريفيه؟.
وجميل أن يظن البعض أن «الحرب وصلت لَعِنّا» ويبدأوا بالتخطيط للنزوح وتحديد الطريق الأفضل للهرب من الاجتياح، ليدركوا لاحقاً أن ابن أبو الياس نجح بعد «كذا محاولة» في تجاوز عقبة شهادة البريفيه.
جميل جداً أن تقرر التوجه إلى حانتك المفضلة بعد انتهاء حفلة المفرقعات، فتتوه من الضباب الناتج منها. وقمة الجمال هي أن يخبرك صديقك قبل أول كأس أن المباني التي احترقت بين الباب والجبل كانت بسبب 3 «آر. بي. جي» أطلقها أبو علي احتفالاً بنجاح وحيدته في البريفيه، و«خلص بدّو يفرح منّا ويجوزا».

ديما...