منال راقصة في ملهى ليلي في الدكوانة. أنهت عملها قاصدة أحد الفنادق في المعاملتين. ركنت سيارتها في موقف تابع للفندق، وصعدت إلى الغرفة التي تقيم فيها مع صديقها حيث استسلمت للنوم. استيقظت في اليوم التالي فلم تجد سيارتها.رشا، شقيقة صديق منال، معقّبة معاملات في مصلحة تسجيل السيارات. بعدما علمت بالسرقة، أخبرت شقيقها أن في حوزتها رقم هاتف شخص في بريتال يعيد السيارات المسروقة إلى أصحابها لقاء المال. اتصلت على الرقم وأعلمت من أجابها بسرقة سيارة منال وزوّدته بمواصفاتها، طالبة منه معرفة ما إذا كانت السيارة في بريتال.
عاودت الاتصال به مجدداً، فأعلمها بوجود السيارة في البلدة وطلب إليها الحضور بمفردها إلى مفرق بريتال، وإحضار مبلغ 2500 دولار لقاء تسليمها السيارة. وبعد أخذ ورد، خفض المبلغ إلى 1600 دولار.
عصر ذاك اليوم، انطلقت رشا ومنال بسيارة أجرة حتى وصلتا إلى مفرق بريتال. اتصلت رشا بـ«مخلّص» السيارات لتعلمه بوصولها، فطلب منها الانتظار، واعداً إياها بالحضور بعد نصف ساعة. ومع انقضاء المدة حضرت سيارة فولفو قديمة.
اتصل «المخلّص» طالباً إليها الصعود إلى تلك السيارة. نفّذت رشا ورفيقتها الطلب، وكان في السيارة إلى جانب السائق شخص آخر. سلّمتهما 1100 دولار على أن تدفع باقي المبلغ المتفق عليه عند تسليمها السيارة.
انطلقت السيارة باتجاه بريتال، سالكة طريقاً وعرة ومقفرة. بعد قليل، أوقف السائق السيارة وترجل رفيقه ذاهباً لإحضار السيارة المسروقة، لكنه لم يعد. أثناء ذلك، تلقّت رشا اتصالاً من «المخلّص» يفيدها بأن الشخص الذي غادر أحضر السيارة، إلا أن إطارها معطّل، وطلب منها تسليم هاتفها الخلوي إلى السائق لكي يتحدّث معه، مصرّحاً لها بأنه شقيقه. سلّمته الهاتف بعدما رفعت الصوت فيه. اقتربت فسمعت المخاطِب يطلب من السائق أن يلقيها ورفيقتها خارج السيارة ويعود إليه. عندها، بدأت رشا تصرخ، وسمعت الشخص الذي كان يتصل بهاتفها ينادي السائق باسمه علي ا.، فأقلع الأخير خارجاً من بريتال، إلا أنه انعطف في منتصف الطريق للعودة فقفزت رشا ورفيقتها من السيارة هاربتين. أوقفتا إحدى السيارات المارة التي أقلّتهما إلى الطريق العام.
بعد التحريات التي أجراها مكتب مكافحة جرائم السرقات الدولية، تبين أن الضالعين في الاستيلاء على المال لقاء استرجاع السيارة المسروقة هما علي ا. وإسماعيل ا. ، أما سيارة الفولفو فتعود لرفيق ا. الذي أوقفته القوى الأمنية لاحقاً. وقضت محكمة الجنايات في جبل لبنان بحبس كل من علي وإسماعيل مدة سنتين وتغريمهما مبلغ مئتي ألف ليرة لكل واحد. ثم عادت واكتفت بمدة توقيف رفيق.
(الأخبار)