وليد الشعارتابعت مساء الأحد حلقة «الأسبوع في ساعة» على قناة «الجديد» وكانت مع النائب وليد كمال جنبلاط رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي والزعيم الدرزي العريق. وإذ لم تدهشني صراحته المعهودة، أدهشني الكثير مما قاله، ما دفعني أن أطرح عليه التساؤلات التالية:
لقد تحدثت عن منظمة الشباب التقدمي وهو أمر لافت، ولكن هذه المنظمة التي أنتجت وائل أبو فاعور لا تنسى أنها هي نفسها التي أنتجت المناضل بسام القنطار وغيره من الكوادر المميّزين.
هذه المنظمة التي بدأنا العمل على إعادة بنائها منذ عام 1990 من الجيد أن يحصل أحد أعضائها على مقعد نيابي ثم وزاري، ولكن بأي ثمن؟ فأين هي هذه المنظمة اليوم؟ وأين هم شبابها؟ وكيف يتم استيعاب هؤلاء الشباب؟ وكيف يجري العمل على تلبية طموحاتهم وحاجاتهم اليومية والمستقبلية؟.
فهل جرى اختصار 18 عاماً من النضال والعمل المنظّم والتضحيات بشخص أحد الأعضاء؟ مع كل التقدير لمعالي الوزير أبو فاعور؟
أما عن تيمور، فلم تفسر لنا بماذا تعدنا. فهل هو القائد المنتظر كوريث للعرش الجنبلاطي؟ أم الرئيس القادم للحزب التقدمي الاشتراكي؟ أم زعيم المستقبل الواعد للدروز؟.
لقد لفتني أيضاً حرصك الشديد على تنمية الشمال وطرابلس خصوصاً، وإعادة العمل بمرفئها ومصفاتها ومعرضها، ولكن ماذا عن إنماء الجبل؟ هذا الجبل الذي يفتقد أبسط مكونات العيش الصحية منها والتعليمية والخدماتية، وشبابه في هجرة دائمة ومستمرة بحثاً عن لقمة العيش.
أما الانتخابات الديموقراطية التي تنتظرها، فهل سيتمّ اختيار مرشحيها الذين تحدثت عنهم بطريقة ديموقراطية أيضاً قبل عرضهم في اللوائح المعلبة؟ هل ستدعو كوادر الحزب أو ما بقي منهم لاختيار من يمثلهم؟ أم ستتولى كالعادة الاختيار عنهم؟
هل ستكتفي بالتحدث عن الأنظمة الديكتاتورية المنتشرة في العالم العربي؟ أم ستتطرق إلى الديكتاتورية لدى بعض الأحزاب اللبنانية التي تُختصر بشخص قادتها، وتُحتكر قراراتها من جانبهم؟
هل ستكتفي بالحديث عن المثقفين السوريين القابعين في السجون السورية؟ أم ستتحدث عن المثقفين اللبنانيين المسجونين في سجن التعتيم عليهم وتجاهلهم وتجنبهم في بلدهم لبنان، ورفاقهم المشردين في أصقاع الأرض بعدما ضاقت بهم سبل العيش في وطنهم الذي لم يقدم إليهم شيئاً؟
وماذا عن التناقض في طرح الهدنة وطرح القدس عاصمةً لدولتين. فهل المعطيات الواقعية تشير إلى أيّة إمكانيّة لقيام دولة فلسطينية عاصمتها القدس في ظل الاتفاقات الثنائية مع الكيان الغاصب وفي ظل الهدنة؟ هل هذه الدولة المحتلة يمكن أن تعطي شبراً واحداً من الأراضي المحتلة بدون ضربات المقاومة والكفاح المسلح؟
لقد أصبت في اعتبار فلسطين القضية المركزية ولكن هذه القضية كما أثبتت التجارب الماضية لا يمكن أن تصل إلى أي مكان في ظل التخاذل العربي. إن هذا الكيان الغاصب لا يفهم بمنطق الهدنة والحوار، فستّون عاماً على الاحتلال والتعسف والقتل والقهر والاغتصاب، أليست دليلاً قاطعاً على سلوك هذا الكيان الذي لن يتبدّل في يوم من الأيام. والهدنة، ألم تكن موجودة يوم اجتاحت إسرائيل لبنان عام 1978 وعام 1982 وأثناء عدوان تموز وما قبله وما بعده!
إن هذا الكيان الغاصب لن يهدأ له بال إلا بتحطيم جميع الحركات النضالية وتشتيت قِواها العاملة، وتفتيت الدول العربية، وشرذمة أراضيها وقتل مقاوميها. هذا الكيان لا يمكن التعايش معه لا باتفاق ولا بهدنة، فهو لا يفهم إلا بمنطق السلاح والقوة، فبأي منطق تطالعنا؟.
وأخيراً وليس آخراً كنت أتمنى لو كان هذا النقاش داخل مؤسسات الحزب وليس في أي مكان آخر، ولكن أين هي هذه المؤسسات؟.