تعكس نتائج مباراة الدخول إلى كلية الهندسة تراجع مستوى تدريس العلوم في الثانويات، فيما تبدو نسب النجاح في الشهادات الرسمية مستغربة
فاجأت نسبة النجاح في مباراة الدخول إلى كلية الهندسة في الجامعة اللبنانية اللجنة الفاحصة التي اضطرت لخفض المعدل من 12/20 إلى 10.4/20، علماً بأنّ الكلية تحرص على مستوى أسئلة المباراة الثابت منذ انطلاقتها.
وفي التفاصيل، أنّ عدد المرشحين للمباراة الذي نالوا 12/20 جاء أدنى بكثير من العدد المطلوب وقدرة استيعاب الكلية بفروعها الثلاثة الفرع الأول ـــ الشمال، الفرع الثاني ـــ رومية والفرع الثالث ـــ الحدث، بحيث لم تتجاوز نسبة النجاح 12 في المئة، وإن كانت النسبة لا تتعدى تاريخياً 20 في المئة. وبعد المداولة، قررت اللجنة المؤلفة من عميد الكلية الدكتور محمد زعيتر، وممثلي الأساتذة ورؤساء الأقسام الأكاديمية ورؤساء لجان المواد خفض المعدل الذي سمح بقبول 527 طالباً من أصل 3000 مرشح تقدموا للمباراة، أي بنسبة 17.5 في المئة.
ويتوزع المقبولون على الفروع كالآتي: الفرع الأول (93 طالباً)، الفرع الثاني (199 طالباً) والفرع الثالث (235 طالباً). يذكر أنّ العدد الذي تستوعبه الكلية سنوياً يتراوح بين 500 و550 طالباً.
وفي قراءة للنتائج، يوضح زعيتر أنّ مستوى المباراة يكون عادة أعلى من مستوى الامتحانات العادية، فأسئلة الكيمياء انطوت على صعوبة ملحوظة، فيما غطت أسئلة مادتي الرياضيات والفيزياء كل برنامج العلوم العامة (SE)، والسبب أنّ مستوى مباراة كلية الهندسة لم ينخفض منذ تاريخ إنشاء الكلية.
وعن نسبة الرسوب العالية، يرى أنّ الثانويات لا تركّز على تدريس العلوم الأساسية، فيما لا تشير نسب النجاح في الامتحانات الرسمية إلى الجدية في تنظيمها. وهنا يتساءل: «هل لدينا عباقرة لتطال النسبة الـ80 في المئة؟». ويذكر زعيتر أنّ مباراة الدخول للعام الجامعي الماضي (2007 ـــ 2008) سجّلت نجاح 670 طالباً نالوا 12 من 20، لكن الرسوب خلال العام الدراسي وصل إلى أعلى النسب التي عرفتها الكلية منذ تأسيسها.
وبالنسبة إلى إشراك متخرّجي علوم الحياة والبكالوريا الفنية التي تتناسب اختصاصاتها مع كلية الهندسة في المباراة، يقول: «المرسوم يحتم علينا ذلك، لكن التجربة أثبتت أن نسبة الناجحين من علوم الحياة ضئيلة، ومن البكالوريا الفنية معدومة».
هكذا فإنّ الجدية المتبعة في مباراة الدخول إلى كلية الهندسة توفّر لللكلية نخبة من الطلاب المطلوبين لسوق العمل، فتخرّج مهندسين متعددي الإمكانات (polyvalants). أما جديد الكلية، فهو إدراج اختصاص الهندسة الطوبوغرافية والمساحة (geomatique)، وهو العلم الذي يهتم بجمع المعلومات وتحليلها بما له علاقة بالهندسة الجغرافية والاستشعار عن بعد ومعطيات الأقمار الاصطناعية. وقد أنجزت الكلية برامج الاختصاص الجديد وفق نظام (LMD)، وبات الجسم التعليمي جاهزاً للبدء بتدريسه اعتباراً من العام الجامعي المقبل. ويأمل زعيتر «أن يوفّر الاختصاص للبنان نخبة من المهندسين في عالم الطوبوغرافيا، وخصوصاً أننا لا نتعامل مع برامج أكاديمية جامدة».
(ف. ح)