فداء عيتانيحين قتل إيهودا باراك دلال المغربي، كان العالم مختلفاً. كذلك حين دخل سمير القنطار الأسر. خريطة العالم كانت تضم الاتحاد السوفياتي، وكان هؤلاء الشبان، من القنطار إلى المغربي والعديد ممن نستعيد أجداثهم، يحملون أحلام العالم الكبيرة بتطور وتغييرات وثورات، لعل أرنستو تشي غيفارا كان هو رمزها وملهمها. تغير العالم كثيراً. أصبحت القوى الإسلامية تتصدر حركات التحرر، وانهارت أحلام اليسار، وأصبح المناضلون مجاهدين، لكن الصراع لا يزال يدور حول القضايا نفسها، واختلفت أساليب فهمها وصارت القوى تهدف إلى استراتيجيات نقيضة لما كان سائداً. ويتصالح مناضلو الأمس مع مجاهدي اليوم.
لم يتغير العالم كثيراً، ولا يزال يلقي بثقله على الفقراء، وإن كانت أولويات القوى الكفاحية السائدة حالياً لا تتفق مع أولويات من يخرج من السجن إلى الحرية، فإنها لا شك مدخل لتعاون طويل الأمد بين الطرفين، وخاصة إذا تمكنت القوى الإسلامية، وحزب الله خاصة، من بلورة تكتيكات تحالفية أكثر مرونة. ربما الأوان ليس أوان طويل كلام، بل الفرح بحرية عزيزة على القلب. كل انتصار وأنتم بخير.