عفيف ديابفُتح «بازار» الأسماء والترشيحات للمقاعد النيابية في دائرة زحلة، داخل الغرف المغلقة عند كل من الموالاة والمعارضة. فقد انطلقت ضمنياً ورشة البحث عن مرشحين، بالتوازي مع وضع تصورات للتحالفات المحتملة مع عائلات المنطقة وفاعلياتها، ولا سيما في البلدات الكبرى.
وأظهرت الحصيلة الأولية عند الموالاة تخمة في المرشحين للمقعد السني الوحيد في الدائرة، مما يجعل تيار المستقبل يواجه منذ الآن أزمة حسم اسم مرشحه، دون خسارة شعبية سنية كما في انتخابات 2005، حين اضطر إلى سحب أكثر من 15 مرشحاً لمصلحة مرشحه خالد الساروط، مما أدى إلى امتناع عائلات في البقاع الأوسط عن دعمه، أو حتى الاقتراع للائحة كاملة. ويقول موالون ناشطون في هذه الدائرة إن القيادة المركزية لتيار المستقبل «لم تعط الضوء الأخضر للكوادر المحلية لبدء تحضير الماكينة الانتخابية وإعداد لوائح الشطب أو إجراء إحصاءات، ولكن هناك خليّة عمل، غير مكلّفة رسمياً، بدأت البحث في الأسماء المحتملة للمقعد السني، والأصداء التي يحدثها التداول بها بين قواعد التيار في البقاع الأوسط.
ويقول هؤلاء الناشطون إن المداولات توصلت إلى نتائج أولية أبرزها: أن حسم اسم مرشح التيار منذ الآن سيؤدي إلى وقف السجال الدائر حول هوية المرشح الرسمي في دائرة زحلة، وأن الحسم المبكر لهذا الأمر سيضع حداً لأية خلافات أو انشقاقات قد تحدث إذا تُركت الأمور حتى اللحظة الأخيرة، كما جرى عام 2005 وأفضى إلى خسارة مدوية. ويضيفون أن عدداً كبيراً من الأشخاص المحسوبين على المستقبل بدأوا يطرحون أنفسهم مرشّحين للتيار. كما أن بعض الأوساط القياديّة في بيروت بدأ يغمز من قناة هذا الاسم أو ذاك. فقد اقترح البعض اسم المحامي محمد العجمي من مجدل عنجر، فيما تداول آخرون اسم زياد الحمصي من سعدنايل، بينما فضل البعض الآخر اختيار مرشح من بر الياس، وتحديداً من آل الميس أو آل عراجي (كالنائب السابق محمد علي الميس). وفرة الأسماء المرشحة على المقعد السني في دائرة زحلة عند المستقبل والموالاة عموماً، يقابلها جفاف عند المعارضة، التي لم تزل تبحث عن اسم يحدث اختراقاً في معاقل المستقبل. ويقول معارضون إن التيار الوطني الحر وحليفه النائب إلياس سكاف حسما أمر التخلي عن النائب عاصم عراجي، ويجري «البحث عن مرشح سني من إحدى البلدات الكبرى، وتحديداً مجدل عنجر أو بر الياس».
ويكشف هؤلاء أن شخصيات معارضة في البقاع الأوسط طرحت اسم الرئيس السابق لبلدية مجدل عنجر، سامي العجمي، مرشحاً محتملاً وأوفر حظاً، وخاصة أنه كان قد ترشح في عام 1992 وانسحب لمصلحة لائحة سكاف، وهو يشكل اليوم وجهاً من وجوه المعارضة في البقاع الأوسط. فيما اقترح البعض الآخر اسم المحامية أماني ميتا (ابنة النائب الراحل علي ميتا) من بر الياس، لنشاطها السياسي والاجتماعي والقانوني البعيد عن أضواء الإعلام. كذلك برز اسم الدكتور فايز عراجي (ابن شقيق النائب عراجي) المقرب من التيار الوطني، وكان له الدور الأبرز في قيادة معركة عون ـــــ سكاف ضد لائحة 14 آذار.