صريفا ـ آمال خليلسئم الناس القاطنون في صريفا والجوار من ترقّب أخبار الهزات الأرضية المتكررة في المنطقة منذ 12 شباط الفائت والتي فاق عددها 800 هزة يمكن أن تدخل صريفا وأخواتها في كتاب غينيس عن فئة الهزات الأرضية وهزّات «البدن» أيضاً. وعلى قدر أهل الرعب والخوف المتمادي تأتي الأقاويل والفتاوى في أسباب الهزة واحتمال وقوعها من الأصدقاء والأعداء، إلى أن كفر هؤلاء بكل ما يمتّ للطبيعة بصلة.
وبحسب أحد أبناء البلدة «ما كان ينقص إلا التنبؤات الإسرائيلية» في إشارة إلى تحذير وزارة الصحة الإسرائيلية من احتمال وقوع هزة أرضية تصل قوتها الى ست درجات على مقياس ريختر في لبنان وتلحق أضراراً بالمستوطنات الشمالية وبناها التحتية بعدما ازدادت قوة الهزات في شهر أيار وبدأ يشعر بها المستوطنون. لكن المصدر الإسرائيلي وإن هزّ «البدن»، أشاع جواً من الطمأنينة لدى البعض ليجد مبرراً كبيراً لنفسه ليصدق أنها «مؤامرة وشائعة أو محاولة ترويع وترهيب إسرائيلية لتنغّص فرحة الجنوبيين بالنصر وتعرقل تحضيراتهم للأعراس التي يقيمونها عند تحرير الأسرى من جهة ولدفعهم إلى مغادرة بيوتهم والهروب بعيداً». لكن اللافت هذه المرة أن الترويع الإسرائيلي فعل الفعل المعاكس، وللمرة الأولى لم ينزو المهزوزون في خوفهم وهلعهم كما جرت العادة بل استراحت الخيم المنتظرة على الأبواب لأي طارئ، وواصل الأهالي نهارهم ولو بقلق اعتيادي صار جزءاً من أحوال المنطقة منذ خمسة أشهر.
لكن عدداً من الأهالي حمّل مسؤولية الارتباك والتخبط الذي يعانونه لمركز البحوث العلمية الذي «أصدر بيانات مختلفة متناقضة أو حمّالة أوجه» في تلميح إلى ما تحدّث عنه رئيس المركز معين حمزة في وقت سابق عن «احتمال وقوع هزة أرضية بقوة توازي ما عرفه لبنان في 1956 لأنه لم يسبق أن سُجلت حوادث مماثلة بهذه الكثافة والقوة، متمركزة في المنطقة الجغرافية نفسها وتؤدي الى تفسخ الأرض، ما يسمح بتوقع زلزال تتراوح قوته بين خمس وست درجات على مقياس ريختر، يشكل خطراً بعد النشاط الزلزالي اللافت، مما يتطلب إجراءات وقائية جدية من قبل الحكومة ومنظمات المجتمع المدني في هذه المنطقة»، علماً بأن حمزة نفسه رأى في وقت لاحق «أن توقّع حصول زلازل من الأمور المستحيلة».
وفي حصيلة ما توصل إليه المجلس الوطني للبحوث العلمية بعد زلزال الأقاويل والتكهنات صنيعة إسرائيل «يهمه أن يوضح للرأي العام، أن مركزه الوطني للجيوفيزياء الذي يتابع النشاط الزلزالي في لبنان والمنطقة لم يتوقع حدوث أي هزة مدمّرة، وأنه يستحيل توقع حدوث الهزات الأرضية وتحديد مواعيدها سواء كانت هزات بسيطة أو زلازل مدمّرة». وأضاف أن «المعلومات التي تناولتها وسائل الاعلام والواردة من إسرائيل لا يمكن تبنّيها، وبهذه المناسبة يؤكد المجلس أهمية التوصيات والإجراءات التي اتخذت في الاجتماع الذي ترأسه رئيس مجلس الوزراء مساء الخميس في 26 حزيران 2008 والتي تم التأكيد عليها في اجتماع اللجنة النيابية للأشغال العامة الذي عقد ظهر الجمعة في 27 حزيران 2008، أن الإجراءات الوقائية المتخذة أو المطلوب اتخاذها هي غير استثنائية ولا تشكل إنذاراً محدداً بل هي الحد الأدنى الذي لا بد منه حتى في ظروف طبيعية». وأشار الى أن النشاط الزلزالي في منطقة زوطر الغربية صريفا قعقعية الجسر وشحور قد سجل انحساراً منذ 13 حزيران الماضي، وأن الوضع الراهن لا يستدعي أي إجراءات استثنائية بل التأكيد على تنفيذ الإجراءات الوقائية التي أقرت خلال الأسبوع الماضي والتي من شأنها ضمان السلامة العامة».