عفيف ديابلم يأخذ الحزب الشيوعي اللبناني بعد قرار مشاركته في الانتخابات النيابية المقبلة. فالأولوية لديه هي لتعديل قانون الانتخاب الذي اتفقت عليه القوى الطائفية في مؤتمر الدوحة (قانون 1960) قبل إقراره في مجلس النواب. ويقول الأمين العام للحزب الدكتور خالد حدادة إن «همّ الحزب الشيوعي منصبّ اليوم على خوض معركة تعديل قانون الانتخابات واعتماد قانون الهيئة الوطنية كحد أدنى يرضينا ويرضي قوى سياسية وهيئات مجتمع مدني أخرى، لذلك لم نأخذ بعد قرار المشاركة في الانتخابات أو المقاطعة».
أكثر من وجهة نظر تدعو إلى المقاطعة، ترشحاً واقتراعاً، يجري تداولها في الحزب، كموقف سياسي من قانون الانتخاب الطائفي والمذهبي وتحديداً قانون 1960 الذي يعيد البلاد إلى الوراء أعواماً. فقانون الستين، وفق آراء شيوعية، «لن ينتج سوى حروب أهلية صغيرة، وبالتالي علينا عدم المشاركة، حتى لا نساهم في إعطاء مشروعية لقانون انتخابي سيعمّق التفتيت المذهبي، وفي حال عدم تمكننا من إسقاط قانون الستين علينا بالمقاطعة، فالإصلاح السياسي وتثبيت السلم الأهلي يبدآن من قانون للانتخابات، ميزاته توحيد اللبنانيين في وطن لا تمزيقهم طوائف ومذاهب. ونحن نرى أن اعتماد النسبية في التمثيل هو الأفضل والأقدر على تجنيب البلاد المآسي، ومشروع قانون فؤاد بطرس خطوة أولى يجب الإفادة منها لا ضربها والعودة إلى قانون انتخابي بدائي ومتخلّف. وإن لم ننجح في تعديل قانون الدوحة، علينا المقاطعة ترشحاً واقتراعاً».
يرفض حدادة الحديث عن الرأي الداعي إلى المقاطعة، ويقول: «قرار مشاركتنا في الانتخابات أو عدمها سيكون إجماعياً يصدر عن المؤتمر العام للحزب الذي سيعقد في تشرين الأول المقبل في بيروت، حينها سيتخذ القرار المناسب. ومن الآن وحتى موعد المؤتمر سنتفرغ لخوض معركة إسقاط قانون الستين قبل إقراره في مجلس النواب»، مؤكداً أن قرار المؤتمر العام، سلباً أو إيجاباً، سيكون ملزماً لجميع الشيوعيين والمرشحين المحتملين و«لا خوف عندنا من التزام جميع الرفاق قرار المؤتمر العام».
ولكن ماذا لو قرر المؤتمر العام للشيوعي المشاركة في الانتخابات النيابية وانتصر قانون الستين؟ يجيب حدادة بسرعة: «سندرس الأمر مع مختلف القوى الديموقراطية والأصدقاء اليساريين لخوض معركة في كل دوائر لبنان وفق مشروعنا السياسي والوطني والديموقراطي. وسنحدد خريطة التحالفات التي لا تتعارض مع مواقفنا وثوابتنا، ويجب أن يكون ثمن مشاركتنا ترشحاً أو اقتراعاً إنتاج كتلة برلمانية ديموقراطية، ومن يريد أصواتنا عليه أن يلتزم ما نريد».
«نرفض أن نزرع ونتعب، وغيرنا يحصد» قول ينطق به جميع الملتزمين تنظيمياً في الحزب الشيوعي. ويقول أحد المسؤولين من المرشحين المحتملين: «لن نعقد تحالفات مع أحد تحت الطاولة. فالذي يريد صوتاً واحداً في المتن عليه أن يعطي بديلاً منه في دائرة أخرى. والذي يطمح إلى أن نكون معه في دائرة زحلة عليه أن يقدم مقابلاً في عكار والبقاع الغربي. والذي يريد أصواتنا في قضاء حاصبيا يجب أن يلتزم معنا في بنت جبيل أو غيرها من الدوائر».