المصنع ـ أسامة القادريأما أم جميل التي حاولت إخفاء حرجها من إجابة موظّف الأمن بالردّ بابتسامة، إلّا أنّها لم تستطع مع الوقت تحمّل ذلك الشعور، فطلبت من ابنها أن «يستدلّ إلى أقرب بيت أو أي شيء». ولأنّه «لم يكن باليد حيلة»، لم يجد جميل ما يجيب به والدته المسنّة سوى «ليس لك إلّا الهواء الطلق أو السيارة...».
ولكن في هذا الوضع، لم يكن العابرون هم فقط من يشعرون بالاستياء لغياب المراحيض، فموظّفو مكاتب التخليص يشاركونهم الشعور. وفي هذا الإطار، يشير أحد الموظّفين مصطفى أبو هيكل إلى أنّه اتّخذ قراراً في غرفته منع بموجبها فتح النوافذ «بسبب الروائح التي تنبعث من الخارج، وثانياً لوجود موظّفات معنا وفهمك كفاية». يتابع أبو هيكل، وهو يحاول أن يجد مبرّراً لعدم وجود مراحيض لتخلّصهم من الروائح وتجنّب القادمين الإحراج، ولكن من دون أن يتوصّل إلى نتيجة «لأنّني لست أنا المعني بهذا الأمر».
وإذ رأى رئيس بلدية مجدل عنجر حسن صالح، «أنّ المشكلة ليست في البلدية، لأن مبنى الأمن العام يخضع لوزارة الداخلية»، إلّا أنّه لم يخف أن هذه «الأزمة تحرج الدولة اللبنانية، لأنّ معبر المصنع هو بوّابة لبنان إلى الوطن العربي، فلا يعقل أن يستمرّ الحال على ما هو عليه». وبعيداً عن مشكلة المراحيض، تواجه المنطقة مشكلات إهمال أخرى، حيث يشير «إلى سوء الطريق الفاصلة بين الحدود السورية واللبنانية التي تؤدّي في الكثير من الأحيان إلى حوادث خطرة، إن كان بسبب غياب الدولة أو الإنارة التي تواجه خطر التقنين القاسي».