طرابلس ـ عبد الكافي الصمددفع النشاط السياسي السلفي إلى كشف النقاب عن وجود تيارات سلفية متعددة، تتباين رؤاها في شأن معالجة المواضيع الشائكة في لبنان، انطلاقاً من هذه التعددية أولاً، ومن الارتباطات الخارجية، سياسياً ومالياً، ثانياً. فقد أوضحت أوساط معنية في التيار السلفي لـ«الأخبار» أن هناك «تحركات تشمل إزالة ما ألصق بالسلفيين من اتهامات كالإرهاب والتسلح والعنف وتكفير الآخرين، والانفتاح على مختلف القوى السياسية».
وكشفت الأوساط أن «الخطوط العريضة لهذا التحرك تتركز على ثلاثة عناوين هي: إجراء مصالحة مع سوريا، مهادنة حزب الله وترتيب البيت السنّي الداخلي»، مشيرة إلى أن السلفيين «ليسوا وحدهم من يتحرك في هذا الإطار، بل إن فاعليات وازنة في الوسط السنّي في مختلف المناطق توافقت على السير في هذا الاتجاه، وأن معالم هذا التحرك ستظهر قريباً».
وقالت الأوساط إن «أبرز تحرك لنا سيكون في اتجاه تيار المستقبل، ومن ورائه السعودية، بعد الأخطاء القاتلة التي ارتكبها التيار أخيراً في لبنان، وجعل المملكة تتحمل عبء هذه الأخطاء وحدها، بعدما وصل إلى الرياض صدى اعتراضات كبيرة على عمل التيار من جهات سنّية فاعلة، وسؤالها إلى أين سيأخذنا سعد الحريري وتياره؟ وبعدما كشفت حوادث بيروت أن استمرار هذه السياسة ستوصلنا إلى الهاوية».
وفيما كشفت الأوساط أن التواصل مع المستقبل «يهدف إلى تغيير سياسته الحالية، وعدم تجاهل الساحة الإسلامية السنّية المعترضة على أدائه لأنها أكبر منه»، لفتت إلى «وجود إشارات إلى تغيير ما طرأ على تعامل الرياض مع الساحة السنّية، والانفتاح على كل أطرافها، وأن سفارات دول عربية معنية، مثل مصر والأردن والكويت والإمارات، تكوّنت لديها انطباعات عن أن تيار المستقبل قد فشل سياسياً، وهزم عسكرياً. وفي ما يتعلق بالدعوة إلى إجراء مصالحة مع سوريا، سألت الأوساط السلفية: «ما هي مصلحة الطائفة السنّية في التصادم مع سوريا؟ وإذا كان المستقبل لا يستطيع تخطّي السعودية في التواصل مع السوريين قبل مصالحة الرياض ودمشق، فهل يجب أن ندفع وحدنا الثمن؟»، مشيرة إلى أن اتهام السوريين باغتيال الرئيس الحريري ينبغي تركه للمحكمة الدولية.
وعن مهادنة حزب الله، أكدت الأوساط أن «الأخطاء التي ارتكبها الحزب لا تقل عن تلك عن التي ارتكبها التيار، وأن تحركنا في اتجاه الطرفين جاء بعدما وجدنا أنهما يحتاجان إلى طرف عاقل لنزع فتيل التوتر بينهما».
لكن الأوساط أشارت إلى أن التواصل مع الحزب «لم يؤد حتى الآن إلا إلى كلام إيجابي، وما زلنا ننتظر منه خطوات فعلية، وقيامه بصدمة إيجابية تنسينا جرح بيروت».