يصاب الجسد بالجفاف عندما يخسر كمية من السوائل تفوق ما يستهلكه. ولا تقتصر هذه الإصابة على حالات الإسهال والقيء بل إنها تصيب أيضاً الجسد المحموم أو المتعرّق بشدة من حرّ الصيف ورطوبته. وتتفاوت العوارض بحسب شدة الجفاف فإذا كان خفيفاً يصاب المرء بالوهن والتعب وغثيان النفس والصداع، أما إذا كان حادًّا، فيضاف إلى تلك العوارض العطش الحاد وجفاف الفم وقلة التعرّق والحمى وضربات القلب السريعة وانخفاض ضغط الدم ويتحول الجفاف عندها إلى حالة طارئة قد تهدد بالموت. الماء هو عنصر أساسي في جسد الإنسان: فهو أساس جميع سوائل الجسد، بما فيها الدم والسوائل الهضمية، كما أنه يسهم في نقل المواد المغذية وفي امتصاصها وفي التخلص من الفضلات. يخسر البالغون يومياً ليترين ونصف ليتر من الماء تقريباً، من خلال مجرّد التنفس والتعرق والتبرز. وتتضمن هذه الخسارة فقدان الجسم للمعادن كالصوديوم والبوتاسيوم والكالسيوم التي تحقّق توازن السوائل في الجسم. بوسعنا تجنّب الجفاف إذا ضاعفنا من شربنا للسوائل، وخصوصاً لدى البالغين، إذ إن قدرة الجسد على المحافظة على السوائل تقل مع تقدم العمر، وتتراجع قدرة الجسد على التكيف مع الحرارة، كما يخف الإحساس بالعطش ويزيد إهمال نظام الأكل الصحي. إن تناول الماء والسوائل بشكل عام هو الوصفة السحرية. ومصدرها ليس الماء فقط، فالخضار والفاكهة تتضمن السوائل أيضاً، فيما يساهم الكافيين (في القهوة والشاي) في تحفيز الجفاف أكثر.