المنية ـ عبد الكافي الصمدطيلة هذه الفترة لم يطرق اليأس باب العائلة واحتمال عدم عودة يحيى إليها، بل أسهم بارتفاع منسوب الأمل عندها، ما كان يصلها عبر معتقلين وأسرى محررين من السجون الإسرائيلية، أفادوها أنهم شاهدوا يحيى أكثر من مرة.
ومع أن والده محمد علي سكاف توفي عام 1986، إلا أن والدته عائشة طالب، ابنة بلدة تكريت العكارية، حملت قضيته على مدى 27 سنة إلى حين وفاتها في 20 /8/ 2004؛ وكانت المحرك الأساسي والمتابع لقضيته، برغم ضعف إمكاناتها، وأوصت قبل رحيلها أن يتابع بقية إخوته (3 صبيان و3 بنات) وعائلته وأصدقاؤه العمل لعودة يحيى إلى بلدته.
وإذ أشار شقيقه جمال الى أنه «يحزّ في نفوسنا عودته إلينا في غياب والديه»، فإنه أكد أن ذلك «سيريح نفسيهما، ويجعلنا نشعر بأننا قمنا بواجبنا تجاه قضيته»، معبّراً عن «اعتزازنا وفخرنا بما قام به يحيى، في دفاعه عن أرضه، ومقاومة المحتل».
لكن ملف يحيى بقي يشوبه الكثير من الغموض والالتباس، وهو ما أشار إليه الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر في مؤتمره الصحافي أول من أمس، عندما قال إن «الإسرائيلي يصر على أن يحيى سكاف استشهد في عملية المقاومة دلال مغربي. في المرة الماضية قيل لنا هذا الكلام، قلنا نريد جثته لكي نتأكد من أنه شهيد ونسلمها إلى أهله. في التبادل السابق رفض الإسرائيلي أن يسلم الجثة، وأيضاً كانت هناك حجج ولا أريد أن أتحدث عنها الآن، لكن في هذا التبادل المجموعة كلها أي مجموعة الشهيدة دلال المغربي ويحيى سكاف، وهم خمسة، الذين قيل إن أجسادهم موجودة، وسيتم تسليم جثث هؤلاء الشهداء. وطبعاً في النهاية فحص الحمض النووي الـ«دي.إن.إي»، هو الذي يحسم أن يحيى بين الشهداء، أو سوف يبقى في عداد المفقودين، لأن الإسرائيلي ينكر مطلقاً وجوده على قيد الحياة».
في موازاة ذلك، يؤكد جمال أنه «برغم أنهم سيجرون لنا قريباً فحص الحمض النووي «دي إن أي»، فإننا نتمسك بأمل عودته حياً، وننتظر هذه اللحظة على أحر من الجمر، إضافة إلى أهالي المنطقة من أصدقاء وأهل وأقارب ومؤيّدين، أتوا للاطمئنان والتواصل والاستفسار عن التحضيرات وعرضهم المساعدة».
غير أن جمال لا يسقط احتمالاً افتراضياً بأن لا تأتي نتيجة اختبار الحمض النووي مطابقة، ما يعني برأيه أن «الإسرائيليين ما زالوا يعتقلونه، أو هم يرفضون تسليم جثته، لأنهم يريدون ترك عائلته تتألم، مقابل ما اعتبروه الألم الذي زرعه يحيى ورفاقه في نفوس الإسرائيليين بعد العملية الفدائية».
في ظل هذه الأجواء، ما يزال منزل العائلة، محتفظاً بعناية ببعض أغراضه ومقتنياته الشخصية؛ والتي ملأت جدران المنزل من كل أنحائه، متجاورة مع صور السيد نصر الله، والعلم اللبناني وراية حزب الله.