فداء عيتانيأفسح خطاب الأمين العام لحزب الله في المجال واسعاً لحركة سياسية من نوع آخر ومختلف، ويبقى من شأن حسن نصر الله إصراره وإصرار حزبه على عدم الاستفادة من عملية التبادل على المستوى السياسي المحلي، إلا أن انتصاراً بهذا الحجم لحركة المقاومة اللبنانية لا بدّ من أن يجني أحدهم ثماره الداخلية، فهو في النهاية إنجاز لما بات يعرف بـ«خيار المقاومة». يمكن عدداً كبيراً من القوى تعبئة الفراغ واستثمار الحدث الذي سنعيشه خلال أيام مقبلة، ويمكن أن يحصل أسوأ اشكال الاستثمار، أولئك الذين تصفهم الموالاة (وعن حق أحياناً) بأصحاب اللغة الخشبية، سينقضّون على أهالي المعتقلين والشهداء، ويشيّعون الجثامين إلى مثواها الأخير، ويلقون الخطب الرنانة (والخشبية)، ويعيدون الجمهور إلى حالة الترهل واليأس من واقع مقيت ومكرر. .... أو قوى أكثر حيوية يمكنها أن تنتزع هذه المناسبة من أصحاب ربطات العنق الرمادية والطامحين إلى دخول البرلمان من فوهات المقابر. ثمة شيء يمكن أن يحصل، ثمة مهام يمكن أن تُنجز لمصلحة خيار المقاومة نفسه.