نادر فوزظهرت المعارضة، حتى أيّام قليلة مضت، مظهر الطرف البعيد عن الطوائف، الجاهد لتجسيد مشروع سياسي بحت. إلا أنّ الصورة بدأت تتغيّر، إذ برز الحديث عن جبهتين معارضتين سنّية ودرزية. واليوم سيعلن عن ثالثة مسيحية تحت مسمى «اللقاء المسيحي».
انزلقت المعارضة إلى فخّ صيغة العيش المشترك ــــ صيغة الطوائف ــــ تمهيداً للانتخابات المقبلة. الخطوة العملية الأولى ستبدأ من «أوتيل لو رويال» في ضبية بحضور أكثر من 200 شخصية مسيحية. وتشكل قوى المعارضة المسيحية الأربع الأساسية، التيار الوطني الحرّ وتيار المردة والكتلة الشعبية وحزب الطاشناق، الركن الأساسي لهذا اللقاء. فيما يؤدي الرئيس السابق لحزب الكتائب، كريم بقرادوني، دوراً محورياً في اللقاء «الذي بدأ الإعداد له بعيد انتخابات 2005»، بحسب مقرّبين من بقرادوني. وسيحضر أيضاً وزراء سابقون والوزير يعقوب الصرّاف، ونواب المعارضة المسيحيون، ورؤساء أحزاب وأعضاء مكاتبها السياسية، وشخصيات كفارس بويز، إيلي الفرزلي، جبران طوق.
وأكد بقرادوني أنّ اللقاء سينتج وثيقة تعبّر عن المطالب والأهداف، مشيراً إلى أنّ هناك كلمة للعماد ميشال عون، فضلاً عن كلمة افتتاحية (قد يلقيها بقرادوني).
ووصف التجمع بـ«الخطوة الأولى لتوحيد قاعدة المعارضة وتنظيمها وتوسيعها بغية التوصل إلى تأليف جبهة مسيحية معارضة موحّدة». ولفت مصدر متابع إلى أنّ مسيحيي 14 آذار رفضوا فكرة اللقاء منذ البداية، علماً بأن «مشروع بقرادوني الأساسي كان يدعو إلى جمع القوى المسيحية الأساسية الأربع، عون وجعجع والجميّل وفرنجية، ضمن لقاء واحد للمحافظة على مصالح الطائفة المسيحية».
وعمل بقرادوني على دعوة الشخصيات الكتائبية التي خرجت من الحزب، كما يقول المصدر، مشيراً إلى وجود فرصة كبيرة للتجاوب معه «رغم الملاحظات» التي تتلخص في ما يأتي: أولاً، عتب سابق على خطوة بقرادوني في المصالحة داخل الكتائب، لـ«يسلّم بعدها الحزب إلى أمين الجميّل». ثانياً، الجبهة أقرب مما يلزم إلى 8 آذار. ثالثاً، شعور هذه الشخصيات بأنّ مشاركتها هامشية، وبأن الدور الأكبر هو لبقرادوني.
ويضيف المصدر: إنّ بعض الكتائبيين المشاركين أبلغوا العماد عون أنهم يحضرون لـ«أننا نريد أن نكون في هذا اللقاء ولسنا مرتبطين بطرف»، في إشارة منهم إلى التباين بين بقرادوني والكتائبيين المعارضين. ويلفت إلى أنّ حزب الكتائب هدّد كل كتائبي يشارك في اللقاء بالفصل، «إلا أنّ هذا لن يؤثر على قرار المشاركة».
ويسجّل البعض عدداً من «المآخذ» على اللقاء، أهمها: أولاً، إن تقسيم المعارضة جبهات طائفية ومناطقية من شأنه أن يضعفها، لأنه يفقدها الصيغة الوطنية الجامعة. ثانياً، اللقاء ذو طابع انتخابي أكثر منه سياسي، «ومشاركة البعض، رغم اعتراضهم على الصيغة، هي لتأكيد وقوفهم إلى جانب عون». ثالثاً، استبعاد قسم من المعارضة، كالرئيس المنتخب للحزب القومي، أسعد حردان، وآخرين.