بعلبك ــ عبادة كسرسجن بعلبك، ببنائه القديم وغرفه الثلاث التي تؤوي ما يقارب 70 سجيناً، سيستقبل غداً لوحات زيتية لتعلّق على بعض جدرانه، سيُطلى جزء كبير منها برسومات ستكون من توقيع أعضاء نقابة الفنانين التشكيليين والحرفيين في البقاع.
فبعدما نشرت «الأخبار» في عددها الصادر يوم 24 تموز 2007 مقالاً بعنوان «فنانون يسعون لاختراق جدران السجون»، تلقى رئيس النقابة عامر الحاج حسن اتصالاً من مكتب المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي، أُبلِغ فيه عدم ممانعة المديرية بدخول الفنانين إلى السجن للرسم على جدرانه. وأكّد المتصل اهتمام المديرية بكل المبادرات التي من شأنها تحسين أوضاع السجون في لبنان، مبلّغاً الفنانين بوجود إذن لهم للدخول إلى السجن والمباشرة بتنفيذ مشروعهم.
غرف السجن قديمة تأكلها الرطوبة بسبب تسرب المياه، والطلاء بالٍ. ويؤكد مصدر أمني أن السجناء يصنعون خزائن ملابسهم وأمتعتهم من كرتون علب السجائر لغياب تجهيز الغرف بأثاث لائق. أكثر من 15 فناناً وفنانة سيخرقون جدران سجن بعلبك بلوحات زيتية مختلفة الأحجام، ليوم واحد. وانتظر هؤلاء بداية الصيف للمباشرة بمشروعهم، لأن الطقس يساعدهم على أن تجف الألوان بسرعة، ولأنهم سيكونون متفرغين لهذا العمل بعد انتهاء العام الدراسي. بعض اللوحات الزيتية جُهّزت خارج السجن لتعلَّق على الجدران. يقول الحاج حسن: «لضيق الوقت، رسمنا اللوحات الكبيرة خارجاً، وسنرسم لوحات صغيرة مباشرة على جدران السجن، إضافة إلى كتابة العبارات الوطنية المدنية وتخطيطها بألوان مختلفة أيضاً».
ولا بد من الإشارة إلى أن النقابة لم تطلب إذناً يُسمَح بموجبه لنزلاء السجن بالمشاركة في الرسم، لاعتقادها أنه ممنوع عليهم استخدام الآلات الحادة، كريشة الرسم والأقلام والشفرات والأخشاب. ويُذكَر أن مشروع الرسم على جدران السجن لم يخضع لاستشارة اختصاصيين بأوضاع السجون، يمكن لهم أن يحدّدوا نوعية الرسوم والعبارات التي تلائم نزلاء السجن، وخاصة من الناحية النفسية.