آمال خليلالقنطار رأى أن «مقتضى الثناء والعرفان بالجميل والتقدير يوجب أن نوجه التحية للجنة المتابعة التي كرّست في نضالها ثقافة وطنية جامعة، لمّا ناضلت من أجل كل المعتقلين، مؤكدة أن خريطة الوطن والمقاومة تمر في كل بيت وقرية ومدينة، وهي ممتدة على امتداد الوطن. وهذا ما جذب كل الناس من كل الفئات ومختلف المشارب، ورأيناها في الشباب والطلاب الذين كانوا يشاركوننا في الأنشطة والاعتصامات والبيانات والعرائض وخيم الحرية، المختلفين في الانتماءات والمذاهب والمجتمعين حول لجنة المتابعة وقضية الأسرى».
أما صفا فقد رأى أن لجنة المتابعة هي الأم التي انتظرت طويلاً ابنها، وها هو يعود بعد ثلاثين عاماً بطلاً مكللاً بالنصر، جامعاً من حوله لبنان دولة وشعباً. فالفرح الغامر بعد إقرار التبادل لها منه اللجنة حصة كاملة لا تندرج في إطار المزايدات أو التسابق، لتبني النصر وأبوته، فهي فاوضت العالم كله من أجل حريتهم، بدءاً من معتقل أنصار والخيام وسجون الداخل، وخاصةً قضية سمير القنطار الذي صنعت من أجله آلاف الاعتصامات والبيانات واللقاءات التضامنية، وخاصة عام 1997 حينما أعلنت عن تكريس الاحتفال سنوياً بيوم 22 نيسان ذكرى اعتقاله وإعلانه يوماً وطنياً وعربياً، واعتباره يوم الأسير العربي، حتى صار على اسمه محطة دائمة للتضامن مع كل المعتقلين الفلسطينيين والأحرار في العالم، إلى أن أتمّ سمير القنطار عامه الثلاثين في الأسر، ولما كانت اللجنة على ثقة بقدرة المقاومة على استعادة الأسرى، أيقنت أن الفجر بات قريباً جداً، وأن سمير لن يحتفل بـ22 نيسان آخر في الأسر، فاختارت الاحتفال بـ22 نيسان الأخير في المكان الذي انطلق منه لتنفيذ عملية نهاريا في فلسطين المحتلة في المعلية جنوبي صور. من هناك أعادت اللجنة التأكيد على صوابية اختيار سمير وبطولاته التي ستكسر القيد حتماً ولو بعد حين».
وأعلن صفا أنه بالنسبة للجنة فإن «القضية لم تنته»، متسائلاً «ماذا نقول للمئات من ذوي المفقودين في إسرائيل وفي لبنان خلال الحرب الأهلية والاجتياحات الإسرائيلية». لذا فإن العمل «سيتوجه إلى مرحلة جديدة هي مرحلة الشكاوى ضد إسرائيل، ومطالبتها بالتعويض وتقديم الاعتذار لعشرة آلاف أسير لبناني زجوا في معتقلاتها. بالإضافة إلى المعتقلين اللبنانيين في السجون السورية الذين ليسوا أقل استحقاقاً للحرية، وأمهاتهم لسن أقل استحقاقاً للفرح كأمهات نسيم نسر وسمير القنطار ومحمد سرور وماهر كوراني وخضر زيدان وحسين سليمان. فالفرح من حق هؤلاء أيضاً، لأن العدالة من حق كل الناس».