تتوالى ردود الفعل بشأن عمليّة تبادل الأسرى بين حزب الله وإسرائيل، بعد أيّام من التصديق على الصفقة. وفي هذا الإطار، دعا السيد محمد حسين فضل الله، في خطبة الجمعة أمس، «الجميع في لبنان إلى أن يخرجوا من حساباتهم الذاتية الضيقة، ويتعاملوا مع المقاومة كعنصر فرادة وتميز في لبنان، وكمصدر حماية للواقع الداخلي من غدر العدو، لينطلق الحوار اللبناني المقبل بشأن هذه المسألة من خلال التعامل مع هذه الحقائق بروحية وطنية عالية، وبمسؤولية سياسية كبيرة».وكما فضل الله، دعا المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان الجميع إلى اعتبار هذا الإنجاز بداية تحوّل نحو مسار وطني حقيقي، يتشارك فيه جميع اللبنانيين بتوجه جديد وبصفحة جديدة تكون فيها مصلحة لبنان واللبنانيين هي المقدمة على كل المصالح والاعتبارات الأخرى. وأكّد قبلان أيضاً أنّ «المقاومة كانت وستبقى لبنانية عربية، وأهدافها ستبقى تحرير لبنان وبناء الدولة التي تحمي الشعب وتدافع عنه»، لافتاً «إلى أنّ كل ما يلصق بالمقاومة من اتهامات غير صحيح، وليس وارداً لا في ذهن المقاومة ولا في فكرها ولا في نهجها ولا في استراتيجيتها».
ورأى تجمّع العلماء في جبل عامل «أنّ الإنجاز الكبير الذي حققته المقاومة يعني أنّ الأوطان لا تحفظ إلاّ بسواعد الشرفاء من رجالها والصادقين من قادتها».
كذلك شدّد رئيس الحركة الشعبية اللبنانية النائب مصطفى علي حسين على «أنّ الشعب اللبناني لم ولن ينسى تضحيات المقاومة ومجاهديها، وستبقى شعلتها مضاءة لا تنطفئ رغم أنف من ينكرها».
وإذ أثنى رئيس التجمّع الشعبي العكّاري النائب السابق وجيه البعريني على عملية التبادل «التي أضافت انتصاراً جديداً إلى رصيد المقاومة في لبنان وفلسطين»، استغرب، في الوقت نفسه، موقف الحكومة البريطانية الذي طال المقاومة اللبنانيّة وحزب الله.
أمّا رابطة الشغيلة، فقد لفتت «إلى أنّ هذا الإنجاز لم يكن ليتحقّق لولا التضحيات التي قدّمها الشهداء وصمود الشعب في وجه العدوان الصهيوني، ووقوفه إلى جانب المقاومة»، مؤكّدة أنّ هذا الانتصار «يثبت أنّ مواجهة المحتل لا تكون سوى بلغة المقاومة».
من جهتها، رأت جبهة التحرير الفلسطينية «أنّ عملية تبادل الأسرى تمثّل انتصاراً جديداً لقوى المقاومة»، مشيراً إلى «أنّ هذا الانتصار جاء ليؤكّد صدقية نهج المقاومة وصوابية خيارها في مواجهة المحتل». وطالبت الجبهة «الشعبين اللبناني والفلسطيني بالمشاركة في الاستقبال الجماهيري لعميد الأسرى سمير القنطار ورفاقه المحرّرين».
كذلك رأى اللقاء الوطني للمحامين ومجلس الأمناء في الاتّحاد البيروتي «أنّ الحدث الوطني المهم المتمثل بتحرير الأسرى والشهداء من قبضة الاحتلال يسجّل انتصاراً إضافياً واستراتيجياً على العدو الصهيوني».
(الأخبار)