البقاع ــ أسامة القادرياستطاعت تحرّيات قوى الأمن الداخلي ومخابرات الجيش أن تحدّد جميع المشتبه في مشاركتهم في أحداث بلدة الصويري (البقاع الغربي)، والتي أدت إلى إحراق سيارة المفتش في الأمن العام غصوب شومان، فضلاً عن إلقاء قنبلة يدوية وإطلاق النار على سيارته ومنزله فجر يوم 27 حزيران الفائت. وأشار مصدر أمني إلى أن القوى الأمنية قبضت على ثلاثة مشتبه فيهم، هم: ي. ع. وص. ج. وم. د.، مضيفاً أن أربعة أشخاص آخرين فرّوا من وجه القوى الأمنية إلى أماكن مجهولة، وقد أصدر القضاء بلاغات بحث وتحرّّ بحقهم.
وتشير المعلومات إلى أن جميع المشتبه فيهم موظفون في شركة أمنية تابعة لتيار سياسي موالٍ. وعلمت «الأخبار» أن قاضي التحقيق الذي يحقّق في القضية أخلى سبيل الموقوفين الثلاثة بكفالة مالية، إضافة إلى تعهد بعدم التعرض لشومان ولأي شخص آخر.
وقد جاء إخلاء السبيل بعدما سحب شومان الادّعاء الذي كان قد تقدّم به ضد المشتبه فيهم، بعد اتصالات أجراها بعائلته مقرّبون من مفتي البقاع الشيخ خليل الميس ورئيس بلدية الصويري. «أمام هذه الاتصالات، وحقناً للدماء والفتنة» قال شقيقه يحيى شومان، «أسقط شقيقي حقه الشخصي ضد الموقوفين، وذلك لإظهار حسن النية لدينا وحتى لا نكون سبباً في تفاقم الوضع في البلدة».
أما رئيس البلدية ظاهر الصميلي فقد أشاد بدور مفتي زحلة والبقاع الشيخ خليل الميس وبمساعيه للتهدئة، وكذلك القيادات السياسية والأهلية في المنطقة ورأى أن إسقاط شومان لحقه الشخصي يعدّ «مبادرة جيدة تعبر عن حسن نية. وكان لهذه المبادرة أيضاً دور كبير في تسيهل العمل من أجل المصالحة». وأضاف الصميلي «إن التوقيف جاء بناءً على شبهات وليس اعترافات. وتوصلنا مع جميع أبناء البلدة لأن نقوم بمصالحة على مستوى البلدة برعاية الجيش والقوى الأمنية»، مرجحاً أن يكون موعد المصالحة قريباً.
وفيما كررت قوى سياسية واجتماعية في البلدة أن الحوادث المماثلة هي من أجل تضييق المساحة المشتركة بين أبناء البلدة، ولخلق جو تناحري على أساس طائفي ومذهبي، فإن كلا الطرفين السياسيين (الموالاة والمعارضة) أجمعا على أن «الصلح هو سيد الموقف»، مرحّبين بكل المساعي التي تبذلها قيادة الجيش والاستخبارات والقوى الأمنية ودار الفتوى من أجل التوصل إلى لقاء تصالحي. «وأثنى ممثلون للطرفين على مبادرة شومان في إسقاطه الحق الشخصي، والذي شكّل أساساً للمصالحة، وقطعاً لطريق من سعى لأن ينقل التوتر الذي وقع في بلدات مجاورة، وخاصة في البقاع الأوسط، إلى بلدة الصويري».