«القوّات» تنفي وضع شروط و«التيّار الوطني» يعد بتقديم نموذج إصلاحي في السلطةإذا صدقت التوقعات، فإنه من المفترض أن تبصر الحكومة النور خلال اليومين المقبلين إذا تمّت حلحلة عقد التوزير لدى الأكثرية، بعدما أنجز التأليف من جهة المعارضة التي تحدّدت حقائبها ومعظم الأسماء التي ستتولاهاينتظر أن تشهد الساعات القليلة المقبلة اتصالات كثيفة ضمن فريق الأكثرية للاتفاق على وزرائها في حكومة الوحدة الوطنية في ظل التجاذب الحاصل بين المستوزرين الكثر في الفريق المذكور، بينما ذلّلت عقبة المعارضة أمام تأليفها بعد اتفاقها في ما بينها، ومع الرئيس المكلف فؤاد السنيورة على الحقائب التي ستسند إلى وزرائها.
وفي هذا السياق، أكد رئيس «كتلة الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد «أننا تنازلنا عن وزيرين من حصتنا لحلفائنا»، وقال: «البعض استجاب والبعض الآخر لم يستجب، لكننا أصررنا على أن يكون لحلفائنا المعارضين تمثيل واضح من حصتنا، فلا تستغربوا الحكومة التي ستعلن بعد 24 أو 48 ساعة»، موضحاً أن «حصتنا هي كل الوزراء الذين ينتمون إلى المعارضة لأن الموقف واحد».
وأشار رعد، خلال رعايته احتفالاً تربوياً لـ«حزب الله»، إلى أن «الحكومة الموعودة هي حكومة تستجيب لمتطلبات ومطالب المعارضة التي لم تكن تتجاوز الشراكة في القرار السياسي تمهيداً للانتخابات النيابية المقبلة».
وأكد الوزير محمد فنيش أن «كل المعطيات تشير إلى قرب الانتهاء من تأليف الحكومة لأنه لم يعد على الأقل من جهة المعارضة أي عقبة لتأليفها» .
وشدد على ضرورة تعميم «المناخات الإيجابية التي بدأت منذ اتفاق الدوحة، والتي كان لخطاب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله ما يؤكد الانفتاح من جهة المعارضة على كل القوى السياسية في البلد من أجل أن نبدأ معاً صفحة جديدة من التعاون والتفاهم والشراكة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه بعد مرور وقت طويل على أزمتنا وأزمة السلطة».
وأمل «أن يكون تأليف الحكومة مرحلة جديدة من التعاون والحوار والتفاهم للوصول إلى معالجة كل ما يريدنا اللبنانيون أن نعالجه على قاعدة مصلحة لبنان أولاً ومصلحة اللبنانيين جميعاً».
المعركة بعد الانتخابات النيابية
ووعد النائب اللواء إدغار معلوف، ممثلاً رئيس تكتل التغيير والإصلاح العماد ميشال عون، في العشاء السنوي لهيئة قضاء زحلة في «التيار الوطني الحر» بـ«أننا سنقدم للجميع نموذجاً تغييرياً وإصلاحياً متقدماً في ممارسة السلطة التي نُشارك فيها للمرة الأولى، تماماً كما قدمنا ورقة التفاهم مع حزب الله نموذجاً يحتذى لحل المشكلات وترسيخ الثوابت» وقال: «إن حجمنا التمثيلي على الصعيدين الشعبي والبرلماني واضح وضوح الشمس، وحقنا سنأخذه بصرف النظر عن المزايدات والاتهاماتوألقى النائب إلياس سكاف كلمة أكد فيها أنه «لم تكن معركة أخذ حقنا واسترداده سهلة». ولفت إلى أن «معركتنا تبدأ بعد انتخابات 2009 لأنه لدينا برنامج عمل»، محذّراً من أن الفريق الآخر سيحاول «إنفاق أموال طائلة، وشراء ضمائر كثيرة، وهذه ليست مسؤوليتنا، بل مسؤولية كل لبناني في أن يكون واعياً. سيحاولون بشتى الوسائل تخريب الانتخابات، أمنياً، وبالشائعات. لكن اللبنانيين يتمتعون بمستوى ثقافي مرموق لا يسمح لأحد بخداعهم».
ووصف عضو الكتلة الشعبية النائب سليم عون الواقع بأنه مأسوي وقال: «كيف لا، والمولجون حل مشكلاتنا هم ذاتهم من سبّبها. ومن كان في السلطة زمن الوصاية هو نفسه في السلطة زمن الاستقلال. ومن قاوم الظلم والاضطهاد وطالب بالإصلاح مُحارب ومُهمّش». ورأى أنه «لن يستقيم الوضع إلا بعد إجراء الانتخابات النيابية التي ستؤدي بنتائجها إلى تكوين سلطة جديدة تعكس حقيقة الإرادة الشعبية».
وخلال تمثيله العماد عون في العشاء السنوي لمنسقية التيار الوطني الحر في قضاء كسروان، قال النائب نعمة الله أبي نصر: انسجاماً مع ذاتي ومعكم ومع إرادة الجنرال عون، سأكون في منتهى الصراحة. تألّفت الحكومة أم لم تتألف، ليست هذه هي الأزمة. إنها أبعد من الحكومة والحقائب، إنها أزمة نظام لا يصلح لإدارة لبنان وتأمين استقراره». ورأى أن «حكومات ما بعد الطائف همّشت المسيحيين ومارست بحقهم مبدأ الغالب والمغلوب، ليس فقط في السياسة بل في إدارات الدولة ومراكز القرار»، لافتاً إلى أن العماد عون «كسر طوقاً كان محكماً على رقاب المسيحيين دام ستة عشر عاماً. والآن نناضل من أجل انتخابات حرة في عام 2009، انتخابات إن حرّرناها من خطر حوت المال والرشوة والخيانة ورتابة التقليد فستكون نتائجها مدخلاً إلى انقلاب أبيض يقوده العماد ميشال عون من خلال المؤسسات الدستورية، ويهدف إلى إصلاح حقيقي وتغيير جذري للأوضاع السائدة في البلاد اليوم».
ورأى أنه «لا يجوز للبنان أن يتحمل منفرداً وزر القضية الفلسطينية. وبانتظار العودة، فليوزّع اللاجئون على الدول العربية نسبة إلى مساحة كل دولة وإلى سكانها كافة».

الحكومة خلال 48 ساعة

في المقابل، حمل النائب أنطوان زهرا، خلال تمثيله رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية سمير جعجع، في العشاء السنوي لمنسّقية «القوات» في قضاء جزين، على المعارضة و«التيار الوطني الحر» من دون أن يسميهما، ورأى أن «محاولات التضليل واستعادة الحرص على حقوق المسيحيين سقطت، وعلى سبيل التمدد وما ورد في بيان بالأمس أنه نظام وطني مسيحي، أنه جمع نصاباً لمسيحيي سوريا في لبنان». وقال: «سنشهد في خلال السنة المقبلة، وهي سنة الانتخابات النيابية، أن الغالبية النيابية ستتعزز فيها، سنشهد حملة تضليل فلا تصدقوهم، لأنهم هم من يطلقون الشائعات بكل وقاحة، وأن الحكومة سوف تتألف خلال ثمان وأربعين ساعة، وأن القوات اللبنانية لم تضع شروطاً ومطالب، وإنما هي مع شركائها في 14 آذار سوف توفّر توازناً وطنياً حقيقياً في الحكومة، وأن القوات اللبنانية أخذت وضعها الطبيعي السياسي والشعبي والتمثيلي». وأضاف: «ستشهدون احتفالات نصر عما يدّعون أنهم حققوه».
بدوره، أكد النائب فريد حبيب خلال حفل لمكتب «القوات اللبنانية» في برسا ـــــ الكورة «أن قيام الدولة لا يصنعه إلا الرجال الأقوياء بمحبّتهم والأقوياء في فكرهم وإرادتهم وغير المرتهنين إلى الخارج والمتلوّنين بصداقاتهم».
ورأى أن مصير لبنان سيتوقف على الانتخابات النيابية وقال: «لقد بدأنا منذ اليوم نشهد نوعية الممارسات والأساليب التي بدأوا يمارسونها من أجل أن يكسبوا الأكثرية في المجلس النيابي المقبل ليعيدوا خلط كل الأوراق وينسفوا التركيبة السياسية القائمة، بدءاً من رئيس الجمهورية وصولاً إلى آخر موقع في الدولة»، لافتاً إلى أن «المهم تضامننا في ما بيننا أولاً ومن ثم مع حلفائنا، لأننا نواجه مصيراً واحداً».
وفي المواقف من الحكومة العتيدة، شدد النائب روبير غانم على وجوب أن تؤلف الحكومة «من فريق عمل يتصدى للمشكلات الأمنية والاقتصادية والمعيشية، لا من مجموعة تناقضات داخل الحكم»، معلناً أنه سيمنحها الثقة «لأنها حكومة وحدة وطنية منبثقة من تفاهم عام وتوافق في الدوحة». ودعا الإعلاميين «لكي يعطوا مساحة أكبر في وسائل الإعلام لمشكلات الناس المعيشية والحياتية».
ورأى النائب السابق ناصر قنديل أن «الحكومة ستولد بعد أن يأمر آمر الصرف أتباعه بتوزيع الحقائب».

تحذير من التفجير المتنقّل

على صعيد آخر، عقد في دارة عضو كتلة المستقبل النيابية النائب مصطفى هاشم، في بلدة ببنين، لقاء تشاوري شارك فيه مفتي عكار الشيخ أسامة الرفاعي وعدد من الأئمة ورجال الدين، وذلك للبحث في ما آلت إليه التطورات السياسية، ونتائج اللقاءات التواصلية في منطقة عكار.
وحذّر النائب هاشم خلال اللقاء «من سياسة العودة إلى التفجير الأمني المتنقل وسيلة لفرض الشروط كما جرى في بعض المناطق»، ووجه التحية «الصادقة إلى الأسرى المحررين الأبطال، الذين سيخرجون قريباً إلى الحرية من سجون العدو الإسرائيلي، وإن كنا نتمنى أن يتسنى للدولة والحكومة المفاوضة في هذا الملف من أجل تحريرهم»، داعياً الحكومة العتيدة إلى «العمل الجاد لتحرير المعتقلين اللبنانيين من السجون السورية وكشف مصيرهم».
وأكد المفتي الرفاعي «أن عكار كما كانت هي عكار العيش المشترك»، مشدداً على أهمية إتمام المصالحات الأهلية لإزالة نتائج الحوادث ولتعود الحياة إلى مجراها الطبيعي. ورأى أنه «من خلال قرب الإعلان عن الحكومة التي تمثل حكومة الوحدة الوطنية الكاملة، التي هي مطلب لكل شريف في هذا البلد، فإن الناس قد تنفّسوا الصعداء، وهم يرون أن في الحكومة خلاص البلد من الفتنة المتنقلة ومن التأزم الطائفي والمذهبي ومن التأزم حتى الفكري الداخلي».
والأوضاع العامة كانت محور لقاء بين النائب مصباح الأحدب وعميد الكتلة الوطنية كارلوس إده، الذي أيّد المواقف الأخيرة للنائب الأحدب «ولا سيما خلال الحوادث الأليمة التي عصفت بمدينة طرابلس أخيراً»، مؤكداً «وجوب استخلاص العبر من المرحلة السابقة لتصحيح استراتيجية مواجهة التحديات التي تهدد الصيغة اللبنانية». وشدد الطرفان على ضرورة تعزيز دور الدولة ومؤسساتها.

صفير: معادلة جديدة في لبنان

في غضون ذلك، تابع البطريرك الماروني نصر الله صفير زيارته الرعوية إلى أوستراليا، واستقبل في مقر إقامته في دار المطرانية المارونية وفد الرابطة المارونية برئاسة جو بيتر خوري.
وعرض الوفد للبطريرك، بعد تأكيد ولاء الرابطة لشخصه ولمقامه الروحي والوطني، «أوضاع المغتربين اللبنانيين عموماً والموارنة خصوصاً، وحرصهم الشديد على تعميق الارتباط بالوطن الأم».
والتقى البطريرك صفير وفد «قوى 14 آذار»، وأشار خلال اللقاء إلى «أن هناك مسعى لإعطاء المغتربين حق الانتخاب». ورأى أن «هناك معادلة جديدة في لبنان تقضي بجمع الأكثرية والأقلية في حكومة واحدة، فيما المعروف في كل دول العالم وجود أكثرية تحكم وأقلية تعارض».
وخلال استقباله وفداً من «تيار المستقبل»، قال صفير: «لقد شهد لبنان اغتيالات أكثر من كل دول العالم، وكلما برزت شخصية مهمة تعمل للإنقاذ تغتال»، مشيداً بـ«مسيرة الرئيس رفيق الحريري». وينتقل صفير والوفد المرافق، اليوم، إلى خارج سيدني، حيث يزور ولايات: ملبورن، أدالايد، بريزين والعاصمة كانبيرا.

مبادئ ضرورية لكل العهود

في مجال آخر، أحيت عائلة الرئيس إلياس الهراوي الذكرى السنوية الثانية لرحيله، فأقامت ذبيحة إلهية لراحة نفسه في كنيسة مار الياس قرب دارة الرئيس الهراوي في حوش الأمراء ـــــ زحلة. ورأس القداس رئيس أساقفة أبرشية زحلة المارونية المطران منصور حبيقة، بحضور عقيلة الرئيس الهراوي السيدة منى وأفراد العائلة وحشد سياسي وشعبي.
وألقى المطران حبيقة عظة ركز فيها على مزايا الرئيس الهراوي الشخصية والسياسية. وقال: «على صعيد نهجه في ممارسة الرئاسة، وعلى صعيد إنجازاته على مدى سنوات ولايته، فيمكننا أن نشمل الإنجازات بكلمته المعروفة: «تسلّمت دويلات وسلّمت دولة»، ولعل ألفاظاً من موقعها تغني عن كتابة مسهبة نستلهمها من بعض ما قالته السيدة منى عن مبادئ الرئيس ونهجه، ومن هذه الألفاظ: التسامح، قبول الاختلاف، رفض العنف والاستعاضة عنه بالحوار، رفض الطائفية، تعزيز المؤسسات الرسمية، إرساء الديموقراطية، احترام الحريات، توطيد السلام في النفوس ودعم الاقتصاد. وهذه نظرة روحية ونهج ومبادئ في ألفاظ لا تتحقق كلها في عهد واحد، بل تبقى ضرورية لكل العهود».
من جهة أخرى، عقد رئيس جمعية تجار محافظة النبطية عبد الله بيطار مؤتمراً صحافياً اعتذر فيه من عوائل الشهداء الذين أساءت إليهم زيارة القائمة بأعمال السفارة الأميركية ميشيل سيسون إلى دارته في شوكين، وشرح ملابسات هذه الزيارة، معتبراً أنها سحابة صيف قد طويت صفحتها. وهنّأ بيطار رئيس المجلس النيابي نبيه بري والأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله والشعب اللبناني «والمقاومة الباسلة بتحرير الأسرى من السجون الإسرائيلية».



توضيح من ميشال إده

جاءنا من رئيس «المؤسسة المارونية للانتشار» الوزير السابق ميشال إده الردّ الآتي:
وردني من بيروت، فيما أنا خارج لبنان، اتصال يفيد بأنّ جريدتكم الغرّاء، في عددها الرقم ٥٦٧، الصادر يوم الجمعة ٤ تموز ٢٠٠٨، قد نشرت مقالاً للأستاذ أنطون الخوري حرب يدّعي فيه أنّ غبطة البطريرك مار نصر الله بطرس صفير «تستّر على أساقفته بدل محاسبتهم» (كذا!!). وقد توسّل الكاتب إلى ذلك أخباراً عاريةً من الصحة نسبها بكونها متعلّقة بسيادة المطران عاد أبي كرم راعي الأبرشية المارونية في أوستراليا. وقد نسب صاحب هذا المقال إلى من سمّاه «مسؤول الاغتراب الماروني في البطريركية الوزير السابق ميشال إده» التبرّع، من هذا الموقع، «بأكثر من مئة ألف دولار أميركي» لسيادة المطران أبي كرم. وقد أردف الكاتب قوله هذا بالإشارة إلى أنّ «صرف تلك الأموال (التي جمعت من التبرّعات) أثار الكثير من اللغط…»! إنّّه ليهمّني أن أنفي هذا الخبر العاري من الصحة جملةً وتفصيلاً. وهذا بصفتي رئيساً لـ«المؤسسة المارونية للانتشار» التي أنشأها البطريرك صفير. وبهذه الصفة، فلقد سبق لي أن تعاقدت مع المطران أبي كرم من أجل تعزيز روابط الموارنة المنتشرين في أوستراليا مع وطنهم الأم لبنان وتسجيل زيجاتهم وأولادهم في سجلات النفوس اللبنانية. وقدّمت له في هذا الإطار مبلغاً باسم المؤسسة قدره سبعة وستون ألفاً وخمسمئة دولار أميركي، باعتباره دفعةً أولى باسم المؤسسة دعماً للنشاط الذي تعاقدنا عليه. كما قدّمت له أيضاً مبلغ عشرة آلاف دولار أوسترالي، وذلك دعماً لمجلة «مارونيا» الصادرة في مدينة سيدني. وإنّي أؤكّد هنا بأنّ التعاون مع راعي أبرشية أوستراليا مستمرّ بهذا الشأن وبغيره من الشؤون، رغم التباطؤ المؤقّت في مجرى الأعمال المتّفق عليها. وذلك نظراً إلى انصراف المطران أبي كرم بصورة كلّية للأعمال التحضيرية لمؤتمرين مسيحيين.
إنّني قد تفهّمت أسباب التباطؤ المؤقّت في متابعة الأنشطة المتّفق عليها والتي سوف تستأنف حكماً مع انتهاء أعمال المؤتمرين المذكورين. ولذلك اقتضى هذا التوضيح، متمنياً نشره في الصفحة ذاتها التي نشر فيها المقال المذكور في جريدتكم الغرّاء التي أكنّ لها التقدير».