هل يشكل إقفال ملفّ الأسرى حافزاً لفتح ملفّ المختفين في لبنان وسوريا؟ سؤال طرحته كل من «لجنة أهالي المخطوفين والمفقودين في لبنان» و«لجنة أهالي المعتقلين في السجون السورية» و«لجنة دعم المعتقلين والمنفيين اللبنانيين» (سوليد). الجمعيات الثلاث قالت في بيان أمس: «كنا نودّ أن نفتتح بياننا بتهنئة العائدين من سجون العدو الإسرائيلي إلى أحضان عائلاتهم، إلى أرض الوطن، إلى الحرية. لكن ما يدور في سجن صيدنايا، منذ صباح السبت الماضي، أدخلنا في حالة رعب مضاعف وهلع على مصير أبنائنا المعتقلين في السجون السورية، ولا يطمئننا كلام عن حصر حالة التمرد بأصوليين إسلاميين، فالهستيريا المسلحة التي تدور رحاها داخل هذا السجن لا تميز بين الضحايا الذين يتساقطون قتلى وجرحى، ولا تفحص هوياتهم قبل إطلاق النار عليهم.وناشد البيان رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان «إنقاذ الأحياء من أبنائنا في السجون السورية». وأضاف البيان: «إننا إذ نرحّب بعميد الأسرى سمير القنطار ورفاقه الأربعة، وبعودة رفات الأبناء والإخوة الشهداء والمفقودين التي عادت لترقد في تراب الوطن، ونشدّ على أيدي أمهاتهنّ الصابرات ونهنئهنّ بالرغم من قساوة استقبال بقايا عظام، بدل عناق ابن طال انتظاره، لكننا نعلم أن قلوبهنّ ستبرد تدريجاً بعد انتظار مضنٍ وترقب وجهل لمصير أبنائهن.
وسأل البيان السيد حسن نصر الله «هل سيكون لقضية المفقودين في السجون السورية، وقد أنجزتم تحرير الأسرى من سجون العدو الإسرائيلي، الموقع الأول على جدول اهتماماتكم؟
وسأل السلطة اللبنانية: هل سيشكل إقفال ملف الأسرى والمفقودين في إسرائيل حافزاً لديك لفتح ملف المختفين قسراً في لبنان وسوريا من أجل معالجته، فإقفاله؟
من جهة ثانية، استقبل الرئيس سليمان القائم بأعمال السفارة الإيرانية في بيروت السيد مجتبى فردوسي، مع وفد من عائلات الدبلوماسيين الإيرانيين المفقودين، سلّمه مذكرة لمناسبة الذكرى السادسة والعشرين لاختطافهم. وطالب الوفد بالعمل على الإسراع في الإفراج عن الدبلوماسيين الأربعة. وردّ الرئيس سليمان مرحباً بالوفد، شاكراً للجمهورية الإسلامية الإيرانية ما تقوم به لمساعدة لبنان في المجالات السياسية والاجتماعية. وأشار الرئيس سليمان إلى أنه «أعطى التوجيهات اللازمة إلى الجهات اللبنانية لمتابعة هذا الموضوع»، معرباً عن أمله في أن «تسفر عملية التبادل التي ستتم قريباً عن إلقاء المزيد من الضوء على هذه الجريمة».
إلى ذلك، تلقّى عضو «تجمع اللجان والروابط الشعبية» أمين سرّ اللجنة الوطنية للدفاع عن الأسرى والمعتقلين، يحيى المعلم، اتصالاً من منسّق الهيئة التونسية لدعم المقاومة العربية أحمد الكحلاوي، عرض لأوضاع عدد من الشهداء التونسيين الذين فقدوا خلال مواجهات بين العدو الصهيوني والمقاومة في لبنان، داعياً إلى إجراء الاتصالات مع الجهات المعنية، ولا سيما قادة المقاومة من أجل الكشف عن مصيرهم وإعادة رفاتهم إلى أهلهم في تونس.
وفي سياق متصل، استمر سيل المواقف المرحبة والمهنئة بقرب إنجاز صفقة التبادل، وقال الأمين القطري لحزب البعث العربي الاشتراكي في لبنان، الوزير السابق فايز شكر، خلال لقاء إعلامي في بعلبك «إن إنجاز تبادل الأسرى انتصار جديد يضاف إلى رصيد المقاومة من الانتصارات.»
بدوره، استقبل عضو كتلة الوفاء للمقاومة، النائب حسن حب الله، في مكتبه في صور، أمس، وفداً من «جبهة التحرير الفلسطينية»، آملاً بكشف مصير أربعة من مقاتلي الجبهة فقدوا أثناء الاجتياح الإسرائيلي للبنان في عام 1982، مشيراً إلى أن الجبهة ستشارك في «احتفال النصر».
كما زار وفد من الجبهة النائب أسامة سعد، وتناول اللقاء التحضيرات لاستقبال الأسرى. ودعا النائب سعد «الشرفاء والأحرار في لبنان إلى أوسع مشاركة في هذا الحدث الوطني الكبير».
(الأخبار، وطنية)