صور ـ آمال خليلليل أول من أمس غفا سكان صريفا وجوارها على طمأنة المختصين العلميين الذين توزّعوا على شاشات التلفزة للتحدث عن ظاهرة الهزات الأرضية مؤكدين أن الأمر لا يتعدى فالقاً ناشطاً ومن المستبعد البحث في زلزال شبيه بزلزال 1956. لكنهم أفاقوا فجر اليوم التالي على هزة جديدة بقوة 3,5 درجات على مقياس ريختر أنستهم طمأنينة الأمس واقتنعوا بأن كلام الليل محاه أول النهار مباشرة.
وبالتوازي مع الهزات الأرضية المتكررة، وفي الاجتماع الطارئ المفتوح الذي يدعو إليه بين الحين والآخر اتحاد قضاء بلديات صور بالتعاون مع رؤساء البلديات «المهزوزة» والمنظمات المحلية والدولية، حضر كل من يدلي بجهوده بعد وقوع الكارثة كالدفاع المدني وهيئات الإغاثة ولم يحضر الجيش اللبناني الذي من المفترض أنه الجهة اللبنانية الوحيدة التي تدرأ خطر وقوع الزلزال المرتقب عبر توفير سبل الاستعدادت الوقائية. وفيما غاب الجيش حضر ممثلون عن الكتيبة الإيطالية العاملة في إطار اليونيفيل التي كانت قد أنشأت مخيماً في بلدة شحور إثر الهزة الثانية في 15 شباط الفائت موفّرة الخيم ووسائل التدفئة والتغذية والكهرباء، ولم يرشح شيء عن الاجتماع الأخير كسابقيه، سوى وضع المجتمعين سلسلة اقتراحات لمناقشتها مع رئاسة اللجنة المختصة بمتابعة قضية الهزات الأرضية المتكررة التي أنشأتها الحكومة وقيادة الجيش ويديرها ممثلوه في الجنوب. وقد أعطى المجتمعون أفكاراً واقتراحات عملانية لكل مؤسسة ومنظمة ضمن إمكاناتها لوضعها في تصرف اللجنة المختصة.
من جهته، أكد محافظ الجنوب مالك عبد الخالق «أن الهزات الأرضية التي حصلت في بلدة صريفا تمثّل خطراً على الأهالي، وقد أدت إلى أضرار مادية في المنازل والممتلكات، والأهالي يعيشون حالة طوارئ». عبد الخالق الذي لم يتحدث خلال جولة ميدانية متفقّداً البلدات «المهزوزة» وواقفاً على حاجات الذين يعيشون حالة طوارئ، تحدث خلال لقاء تكريمي أقيم على شرفه في إحدى هذه البلدات دردغيّا، حيث أكد على «ضرورة دعم صمود أبناء البلدة لعدم النزوح عنها والمطلوب توفير المساعدات والدعم اللازم لهم لمواجهة أي هزة جديدة متوقّعة».