الهرمل ـ رامي بليبلالقوى السياسية والعشائرية في البقاع الشمالي لم تترك القضية تأخذ مجراها. فمنذ قرابة أسبوعين، وخلال دعوة تكريمية أقامها النائب الدكتور مروان فارس لعضو شورى حزب الله الشيخ محمد يزبك في دارته في بلدة القاع الحدودية، بحضور نواب ووزراء وفاعليات من آل ناصر الدين ومن عرب الحدود السوريين، سلم يزبك على رأس وفد من فاعليات الهرمل والجوار كبير عائلات العرب الشيخ عبد الإله طراد الملحم والشيخ منصور طراد الملحم زمام قيادة جهود المصالحة بين الخصمين في قضية ما تزال فصولها مستمرة منذ أكثر من سنة. لكن مقتل علي رضا ناصر الدين أعاد القضية إلى نقطة الصفر، بعدما كانت جهود المصالحة قد قطعت شوطاً مهماً. ويقول الملحم: «نحن جدّيون في إتمام المصالحة، ولا نعرف لماذا نُسفت كل الجهود بمعاودة القتل، لكننا الآن أكثر إصراراً وتفاؤلاً».
وتشير المعلومات إلى أن قضية قتل رضا علي محمد مخيبر ناصر الدين هي بعلم الجميع، وذلك لتأمين ما يسمونه «العدالة والمساواة» بين الطرفين، مما يسهّل مهمة المصلحين الذين أكدوا أن الأمر الآن أصبح أكثر سهولة وأقرب إلى الحل إذا عقد العزم على ذلك. لكن ما يبقي جهود المصالحة متوقفة حالياً هو إصرار والد الضحيتين على الأخذ بثأره مجدداً. في وقت يؤكد فيه أحد كبار آل ناصر الدين أن العائلة عازمة على أخذ زمام المبادرة والذهاب إلى عرب المجالدة لتسوية الوضع وحقن الدماء، مشدداً على أن كل من سيقدم على التصرف بطريقة غير قانونية أو أخلاقية أو شرعية فسيتحمل وزر أعماله، «فقد هَجَرنا هذه الخلافات منذ زمن بعيد ولن نعود إليها مهما كلف الأمر».
وإذ تلقي هذه القضية بظلالها على حركة رجال آل ناصر الدين وشبابهم، لا سيما لناحية الحذر من التنقل بين لبنان وسوريا عبر الحدود الرسمية وغير الرسمية، وأحياناً في التنقل من منازلهم إلى أي مكان آخر داخل البلدة والحي والشارع، يأمل الجميع أن يُغلق الملف بسرعة، في حركة استباقية لوقوع المزيد من الشباب ضحية لخلافات في الرأي تحكمها العصبيات والغرائز.