غسان سعودفتح اللقاء الوطني المسيحي باب نهاية الأسبوع أمام نقاشات جديدة ركز معظمها على هوية المشاركين في هذا اللقاء ومضمون ما صدر عنه، في ظل وجهة نظر تقول إن اللقاء، بطريقة إعداده وتوزع أهله حسب المناطق، إنما رسم الملامح الأولى للوائح التغيير والإصلاح في انتخابات الربيع الآتي. فعلى صعيد المشاركة، برز حجز مقاعد كثيرة من مقاعد صالة فندق الرويال المئتين لأسماء ظنَّ البعض أن نجمها أفل إلى غير رجعة. ووسط هؤلاء من يفتقر إلى الرصيد في شارعه، ومن يُصعِّب على الجمهور فهم أهداف اللقاء، إذ لا يمكن أن يعتبر المجتمعون أن قانون منح الجنسية يمثّل أحد أبرز الأخطار المحدقة بوجود المسيحيين، فيما المشرفون على إعداد هذا القانون وتنفيذه جالسون وسطهم. إضافة إلى قفز المجتمعين في وثيقتهم فوق قضايا تهم الرأي العام، مع العلم بأن بينهم من لم يوضح موقفه، سواء في ما يتعلق بالارتهان للخارج، أو باستغلال السوريين لضرب التمثيل الحقيقي للمسيحيين.
أما الأبرز، في حديث الصالونات السياسيّة، فيتعلق بمن غاب ومن حضر، وأثر ذلك على الانتخابات النيابيّة. وهو الأمر الذي يسبب إرباكاً كبيراً في أوساط التيار الوطني الحر خصوصاً.
إذ استثني أبرز وجوه التيّار المتنيّة، طانيوس حبيقة، من الدعوة، بحجة ضيق المكان الذي اتسع للمرشح المتني السابق وليد خوري (ابن بسكنتا بلدة طانيوس)، ولرئيس جمعية الصناعيين فادي عبود وللفنان إلياس الرحباني (الذي يقال في المتن إنه ينوي الترشح للانتخابات) وابنه غسان. كما غاب الدكتور شارل جزرا، الذي كان البعض يقول إنه سيكون مرشح التيّار عن المقعد الكاثوليكي في المتن، وحضر الوزير السابق ميشال سماحة. فيما سجلت زحمة بعبداويّة، إذ حضر أكثر من خمسة مرشحين مفترضين عن المقعدين المارونيين في بعبدا، كان أبرزهم نقيب المحامين السابق شكيب قرطباوي الذي أدى دوراً كبيراً في التأسيس للقاء، والنائب بيار دكاش الذي عُلم أنه يرفض بحث موضوع ترشحه ويعتبره أمراً محسوماً. إضافة إلى المرشحين العونيين السابقين حكمت ديب (أدى دوراً تنظيمياً في اللقاء) وناجي غاريوس، والمسؤول الكتائبي السابق ـــــ المردي الحالي بيار بعقليني.
فيما حسمت مشاركة الوزير السابق فارس بويز قطباً في اللقاء ملامح لائحة التغيير والإصلاح في كسروان. واللافت على صعيد هذه المنطقة غياب أي مسؤول عوني بارز، ولا سيما المحامي فادي بركات الذي يتطلع إلى شغل أحد المقاعد الموارنة الخمسة في كسروان. وبرز عونياً على صعيد جبيل، دعوة الدكتور بسام الهاشم وتجاهل منافسه المفترض سيمون أبي رميا. وسجل البعض تجاهلاً مماثلاً على صعيد الدعوات الجزينيّة، إذ دعي المسؤول الكتائبي السابق رشاد سلامة، ولم يُدعَ المسؤول العوني الجزيني زياد أسود، وحضر بقوة نائب شرق صيدا ميشال موسى، وغاب المرشح العوني المفترض العميد فوزي بو فرحات.
مع العلم أن غالبية العونيين الذين حضروا كانوا يساعدون في الإعداد للقاء، وبالتالي، يوضح عونيون آخرون أن اختيار هذا أو ذاك لم يكن على خلفية إبراز «مشروع مرشح» على حساب «مشروع مرشح آخر». وحصلت فوضى غير مقصودة، فلم يُدعَ مثلاً المسؤول العوني زياد عبس، رغم دوره الكبير في إعداد الاستشارات التي صدرت عنها «وثيقة الأفكار المسيحية الوطنية». وغابت وجوه عونيّة كثيرة أخرى تعتبر من أعمدة التيّار الوطني الحر، وسط تأكيدات من منظمي اللقاء أن الدعوات ركزت على النواب والمرشحين السابقين دون أي تفكير في الانتخابات الآتية.