ثمن احتضان المقاومة والحريّة
هو اللااستقرار في لبنان، كما أكد المرجع السيد محمد حسين فضل الله، خلال لقائه وفداً من ملتقى شباب بيروت للعمل الاجتماعي.
وتساءل: «لماذا تصر الإدارة الأميركية على إضفاء الطابع المذهبي على أيّ مشكلة موجودة في العالم العربي والإسلامي، ولماذا كل هذا التركيز على السنّة والشيعة؟ لماذا لا يحدثوننا عن الظلم اللاحق بالسنّة والشيعة من خلال الاحتلال الإسرائيلي والاحتلال العراقي، ولماذا تركّز الاستخبارات الدولية عملها على هذه المسألة بالذات؟»، عازياً كل ذلك إلى أنهم «يريدون تشتيت جهودنا جميعاً في نطاق فتن داخلية تمنعنا من تحرير أرضنا».

هناك مُشكل كبير بعد طول انتظار

إذا تحوّلت الحكومة المنتظرة، بحسب تحذير أطلقه النائب ميشال موسى، إلى «حكومة أعداد وحقائب فقط، دون رؤية وبرنامج»، لذلك طالب بعد حسم موضوع التوزيع، بأن يعمل مختلف الأفرقاء على وضع رؤية تسهّل عمل الحكومة في كل المواضيع «لتعزيز إنتاجيتها وإعادة الأمور إلى وضعية مؤسساتية، ووضعية تخدم الناس بعد هذا الانقطاع». وإذ أكد أن المعارضة أنجزت ما عليها لناحية الأسماء والحقائب، قال: «هناك بعض الإشكالات في الطرف الآخر، لكن أظن أن الموضوع ذاهب إلى الحسم والأمور ليست بالحجم الكبير والمستعصي».

تفاؤل مشوب بالحذر

أبداه سفير كندا لويس دو لوريمييه، بعد زيارته أمس الرئيس نجيب ميقاتي، مستنداً في ذلك إلى أنه «بعد مؤتمر الدوحة بدأت عملية إعادة تأسيس المؤسسات الدستورية اللبنانية، فانتُخب رئيس جديد للجمهورية وقريباً ستتألّف حكومة جديدة والبرلمان سوف يعاود عمله، كما نلاحظ العدد الكبير للسياح الذين سيأتون إلى لبنان هذا الصيف»، آملاً «أن تتيح عودة المؤسسات الدستورية إلى القيام بدورها، إطلاق حوار ديموقراطي أكثر فعّاليّة بين جميع اللبنانيين».

حكومة «إكسترا» برلمانيّة

رأى رئيس المجلس العام الماروني وديع الخازن في تصريح له، أن رئيس الجمهورية والرئيس المكلف، مطالبان بتأليفها و«تكون على شاكلة حكومة الرئيس نجيب ميقاتي التي تألفت عشية انتخابات ربيع 2005 لمعالجة القضايا الحياتية والمعيشية الملحة للناس، والتحضير للانتخابات النيابية المقبلة دون أي استغلال شخصي». وقال إنه لم يعد مسموحاً بالتساهل مع أي تأخير في موضوع الحكومة، لما في ذلك «من أضرار وتعطيل لقدرة العهد الجديد على التحرك».

استشارة السيّد علي الأمين

طالب بها النائب مصباح الأحدب، بالنسبة إلى الترشيح الشيعي في التشكيلة الحكومية، معتبراً أن معيار هذه التشكيلة يجب أن يكون مبادئ وثوابت وقضية 14 آذار «ولا سيما أن الناس قد خاطرت بحياتها وحملت دمها على أكفّها عندما نزلت إلى ساحة الشهداء لتعلن دعمها لهذه الثوابت». وقال إن «القضية تقوى عندما يكون الحلفاء أقوياء»، مستشهدا بـ«ما قدّمه حزب الله من تنازلات في الحكومة لمصلحة العماد ميشال عون لتقويته مسيحياً». ولفت إلى «أن طرابلس تنتظر إشارة ستنعكس على موقف المواطنين في التمثيل النيابي، فالأمور الخدماتية مشكورة، ولكن يجب أن تقرن بمواقف سياسية واضحة تعبّر عن خيار أهل المدينة».

منطق توزيع الحصص كجوائز ترضية

انتقدته جبهة الحرية، بشدة، معتبرة أن تعاطي الأفرقاء السياسيين مع عملية تأليف الحكومة «كشف استمرار الذهنية ذاتها التي حكمت لبنان منذ سنوات»، وأن ذلك «لا يمكن أن يبني لبنان الغد والمقبل على تحديات سياسية واقتصادية كبيرة تستدعي الترفع والتوحّد والتفاهم على صيغة حكم جديدة ترسي الشراكة على أساس مفهوم المواطنية الصحيحة والملتزمة». ودعت، على صعيد آخر، حزب الله «الذي نجح في خطوة التبادل مع إسرائيل»، إلى ضم جهوده إلى مساعي إقفال ملف المعتقلين في سوريا.