عفيف دياببدأ الحزب السوري القومي الاجتماعي، وبعد ورشة مؤتمره العام وانتخاب النائب أسعد حردان رئيساً للحزب، حواراته الداخلية تحضيراً للانتخابات النيابية. فالحزب يستعد لخوض غمار الانتخابات، ترشحاً واقتراعاً، في معظم الدوائر، مستنداً إلى تاريخه العريق وامتداده الشعبي العابر للطوائف والمذاهب، وإلى موقعه ودوره الفاعل في المعارضة التي حجزت له مقعداً وزارياً من حصتها «الشيعية» في الحكومة العتيدة. وهنا يؤكد عضو المجلس الأعلى في الحزب، الدكتور ربيع الدبس، أن موضوع «توزير الأمين علي قانصو محسوم عندنا وعند حلفائنا في المعارضة».
القوميون الاجتماعيون الذين يتحضرون لنقلة نوعية في عملهم الحزبي والتنظيمي تعيد «لم شمل كل الرفقاء في الأمة السورية وفي المغتربات» وفق أجندة وضعت تصوراتها الأولوية القيادة الجديدة، لا يجدون «جنحة أو جناية» في خوضهم الانتخابات النيابية وفق نظام انتخابي طائفي ومذهبي مناقض لمبادئهم وأدبياتهم القائلة بضرورة وضع قانون انتخابي عصري على أساس لبنان دائرة انتخابية واحدة عمادها النسبية وخارج القيد الطائفي. ويقول الدكتور الدبس إن القوانين الانتخابية التي وضعت بعد اتفاق الطائف «لم تستطع أن تواكب الوضع اللبناني، ويؤسفنا القول إن الخطوط العامة في اتفاق الدوحة عن القانون الانتخابي المقبل تشكل خطوة إلى الوراء. ففي حكومة الرئيس عمر كرامي اقترح حليفنا الوزير سليمان فرنجية هذا القانون، ووزير الحزب القومي آنذاك تحفظ عن الاقتراح. فنحن من حيث المبدأ نتحفظ عن قانون الستين(...) لكننا لا نتجه إلى تعطيل القانون إذا كان هناك موافقة عامة عليه، ومن السابق لأوانه القول منذ الآن إن الحزب سيصوت ضد القانون خلال جلسة إقراره في مجلس النواب، لأن الصيغة النهائية لم توضع ولم تقر بعد، وحين توضع سيكون لنا موقف، ولدينا أمل بإدخال تعديلات على القانون».
تحفظات الحزب القومي عن قانون الستين لن تمنعه من المشاركة الكبيرة والقوية في انتخابات 2009 «رغم قهرية القانون وظلمه، وكونه لا يعبر عن حقيقة الانتشار الشعبي والسياسي للحزب في كل لبنان». ويقول الدبس إن نقاشاً عاماً يدور الآن في دوائر الحزب حول الانتخابات المقبلة و«لكن الاستعدادات الميدانية لم تنطلق بعد، لأننا نعمل الآن على نقل البلد من الواقع المذهبي التفجيري، إلى تكريس ثقافة الوفاق في المجتمع الذي نعيش فيه»، موضحاً أن القومي سيخوض الانتخابات مع أطراف المعارضة كافة، وفي معظم المناطق اللبنانية و«سيكون لنا مرشحون في أكثر من دائرة. ولن يكون الترشح من أجل إعلان موقف، ولن نترشح في دوائر تؤثر سلباً على حلفائنا، الذين عليهم أيضاً أن لا يرشحوا من يؤثر سلباً علينا»، مشيراً إلى أن الصيغة النهائية للتحالفات الانتخابية «لم تنضج بعد، ومن السابق لأوانه أن نرسم ـــــ سياسياً ـــــ منذ الآن خريطة تحالفاتنا التي لن تكون خارج إطار قوى المعارضة المتجانسة».
كيف ستكون تحالفات القومي في دائرة المتن؟ التحالف سيكون مع التيار الوطني الحر، أم مع النائب ميشال المر؟ يجيب الدبس بوضوح، بعد أن يشدد على تجذر الحزب في المتن، فيؤكد التحالف مع قوى المعارضة هناك بشكل عام و«نحن في الانتخابات النيابية الماضية دعمنا التيار الوطني كل الدعم ولا يمكن أحداً نفي ذلك. أما صيغة العلاقة الانتخابية مع المر، تحالفاً او غير ذلك، فهي خاضعة للعلاقة الثنائية ما بين الطرفين ولمحادثات قريبة ومتوقعة. والاتصالات بين الحزب والمر لم تنقطع، فالتيار الشعبي للحزب القومي وللنائب المر في المتن على تماس يومي في مختلف المدن والبلدات والقرى المتنية».
القومي، الذي سيخوض الانتخابات في معظم الدوائر من أجل إيصال كتلة نيابية قومية، سيكون من أبرز مرشحيه رئيسه النائب أسعد حردان عن المقعد الأرثوذكسي في دائرة حاصبيا ـــــ مرجعيون، خلافاً لما يقال عن أن رئيس الحزب لا يترشح أو لا يخوض الانتخابات. فالمقعد الذي يحتله حردان منذ تعيينات ملء المقاعد الشاغرة في العام 1972 التي جرت بعد الطائف عام 1991، لن يغادره القومي، وتحديداً حردان، لاعتبارات، أبرزها: الرمزية التاريخية للحزب في الجنوب عامة، وتحديداً في حاصبيا ومرجعيون، ولدور رئيسه الجديد في المقاومة الوطنية. ويلفت الدبس إلى أن هناك اتجاهاً عاماً في الحزب يقول إن «المسؤولية النيابية لا تمنع رئيس الحزب من القيام بمسؤوليته الإجرائية في قيادة الحزب، وجميع الرفقاء مع ترشح رئيس الحزب الحالي في الانتخابات النيابية المقبلة. فلحزبنا حيثية شعبية كبيرة في الجنوب، وتحديداً في منطقة حاصبيا ومرجعيون».