غسان سعودعلى طريقة العميد ريمون إدّه، لا يلتف الكتلاوي ــــ المتني العتيق النائب سليم سلهب حول أهدافه ولا يدوِّر الزوايا، ويستهل كلامه بالقول: إن كلَّ السياسيين بدأوا اليوم التحضير لانتخابات ربيع 2009. «فكلنا ننام ونستيقظ ونحن نهجس بالانتخابات». ولا يتردد في إعلان نيّته الترشح عن المقعد الماروني الذي يشغله اليوم في قضاء المتن، على أمل أن تتسع له لوائح العماد عون.
ولا يخفي ابن بعبدات (بلدة الرئيس إميل لحود والنائب السابق نسيب لحود) أن انتخابات الربيع المقبل تختلف عن انتخابات 2005، ويحتاج الطامحون إلى الفوز بالنيابة أو بتجديد ولايتهم، إلى كثير من الجهد في بناء الحيثيّة الشعبيّة. كاشفاً أن عون يُبلغ كل من يسأل عن الانتخابات أنه يبحث عمّن «يرفع اللائحة»، وهو لن يشكل رافعة لأحد. من هنا، على الراغبين الترشح على لوائحه، أن يثبتوا أن لديهم حجماً تمثيلياً يستحق أن يؤخذ في الاعتبار. وينقل سلهب عن عون ترديده أخيراً هذه العبارة: «اذهب وبرهن أنك أفضل من غيرك شعبياً وسأتحالف معك». أو بمعنى أوضح: «أثبت نفسك لتفرض نفسك عليّ».
وبضحكة ناعمة يقابل سلهب الكلام عن اتهامه بالتقصير في انتخابات 2007 الفرعيّة، ليشرح أن تكتل التغيير والإصلاح عقد اجتماعات طويلة لبحث أدائه في هذه الانتخابات، وكان هناك تقييم جدي ونقد ذاتي صريح.
وتوقع أن تكون الأشهر العشرة الفاصلة عن موعد الانتخابات كافية لتثبيت قاعدة شعبيّة «تطالب العماد عون بترشيح سلهب في المتن».
وفي النتيجة، يقول سلهب: «أنا لست ابن البارحة». مشيراً إلى ثقته بأن ذاكرة الناس تحفظ له رفضه كل العروض لإدخاله الندوة البرلمانيّة خلال الحقبة السوريّة. ويشدد هنا على أن عمله في حزب الكتلة الوطنية منذ عام 1992 جعله على تواصل مباشر ومؤثر مع المتنيين.
وعن الأحجام في المتن، يقول سلهب إن هناك ثلاث قوى أساسيّة: أولاها التحالف الثابت والأكيد بين عون وحزب الطاشناق، ثانيتها حزب الكتائب، وثالثتها ميشال المر «الذي لا مصلحة له في الكشف ولو قليلاً عمّا يفكر فيه». وفي رأيه أن حلف عون والطاشناق مع المر سيحسم المعركة حتماً، فيما تحالف المر والكتائب مقابل تحالف عون والطاشناق سيعزز «قيمة» الصوت الواحد. مشيراً إلى أن توقع النتائج ليس بالأمر الممكن، نظراً لتأثر المتنيين بالمناخ العام. وبابتسامة يعلق قائلاً: «إن استفتاء المتنيين قبل أي خطاب للأمين العام لحزب الله حسن نصر الله شيء، وبعده شيء آخر». مع العلم أن «المعارضة كانت في موقع الدفاع منذ سنوات، لكنّها ستنتقل إلى الهجوم في المرحلة المقبلة».
ويرى سلهب أن المعارضة أمام تحدّيين أساسيين في المرحلة المقبلة، بعدما نجحت في اجتياز حقول الألغام في المرحلة السابقة موحّدة: يتعلق الأول بإيجاد صيغ جديدة في ملفي المقاومة وسلاح حزب الله، أما الثاني فهو تحسين الظروف المعيشية للمواطنين.