نيويورك ـ نزار عبودحذّر وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية، لين باسكو، من خطورة الوضع في طرابلس على أمن لبنان واستقراره وعلى تطبيق القرار 1701، وأعرب عن أمله في تطبيق اتفاق الدوحة لتأمين الاستقرار في لبنان، متخوفاً على هذا الاتفاق من مضاعفات حوادث الشمال، واعتبر أنه يعبر عن المدى الذي وصل إليه تسلح الميليشيات. تحدث باسكو عقب جلسة نقاش مغلقة لمجلس الأمن الدولي في شأن تقرير الأمين العام للأمم المتحدة السابع حول القرار 1701، وسط شعور عام بأن تطبيقه لا يسير على النحو المرتجى. فالخروق الإسرائيلية لم تتوقف، وتبادل الأسرى لم يكن ليتم لولا المفاوضات غير المباشرة، ما يجعل القرار غير ذي جدوى. أما التوصل إلى حل في شأن الغجر ومزارع شبعا وتلال كفرشوبا فمحكوم بالمزاج الإسرائيلي. كذلك فإن وقفاً دائماً لإطلاق النار لم يعلن بعد.
وتحدث باسكو عن قلق دولي على لبنان الدولة، وتطرق إلى التنافر بين أهالي الجنوب واليونيفيل. ولوحظ أن أياً من الدول المعنية لم تطرح مشروع بيان صحافي أو رئاسي على المجلس كما درجت العادة. وقال دبلوماسي فرنسي لـ«الأخبار» إن بلاده لا تقدم مشروع بيان لأعضاء المجلس، رغم أن لديها أفكاراً رفض الإفصاح عنها، وأن التركيز حالياً ينحصر في مشروع القرار العربي عن الاستيطان.
وكانت الحكومة الإسرائيلية المصغّرة قد عقدت أمس جلسة لمناقشة تطبيق الـ1701 بعد مشاورات مع كل من وزيري خارجية إيطاليا وفرنسا فرانكو فراتيني وبرنار كوشنير. ويرى أحد الدبلوماسيين المعنيين أن إسرائيل «تعيش حالة فوضى وتخبط شديدين بسبب فقدان زمام المبادرة»، ولا تجد في الأمم المتحدة مخرجاً لمأزقها. فهي ترغب في تعديل قواعد اشتباك قوات اليونيفيل على نحو يسمح لها بدهم المنازل والتصدي للعناصر المسلحة مباشرة من دون المرور بالجيش اللبناني، وتخشى تعاظم قوة حزب الله في الجنوب وخارجه.لكن الدول صاحبة القوات ترى في مثل هذه الرؤية مخاطرة كبيرة على سلامة جنودها. وتكتفي بتعزيز القدرات الاستطلاعية التقنية إلى أقصى الحدود.
وسألت «الأخبار» المندوب الأميركي في مجلس الأمن زلماي خليل زاد إن كان موضوع تغيير قواعد اشتباك اليونيفيل قد طرح خلال النقاش وما رأيه فيه، فقال: «اليونيفيل تؤدي دوراً مهماً، وهناك ضرورة لأن تنفذ ولايتها بالكامل، وأن تتاح لها الظروف المناسبة للتنفيذ»، معتبراً أن هناك تطورات إيجابية على صعيد الـ1701، كاتفاق الدوحة وانتخاب الرئيس ميشال سليمان وتكليف السنيورة تشكيل الحكومة الجديدة، مستدركاً بوجوب بذل المزيد «مثل نزع سلاح الميليشيات وترسيم الحدود بين لبنان وسوريا، وحظر تهريب السلاح وحل مسألة مزارع شبعا والغجر». ورأى أن بلاده تدعم مطلب السنيورة وضع المزارع تحت الوصاية الدولية. فيما اعتبر لين باسكو أن الأمم المتحدة لا تستطيع تولي المزارع بدون موافقة الأطراف المعنيين.