عامر ملاعب ينتشر شراب «المتّي» في معظم منازل قرى الجبل اللبناني وفي العديد من المناطق الأخرى، وامتداداً إلى المناطق السورية من الساحل إلى الداخل. هو شراب مستخرج من عشبة وطنها الأصلي أميركا الجنوبية، انتشرت في بعض مناطق بلاد الشام خلال منتصف القرن الماضي عندما روّج لها المهاجرون العرب. وهي نبتة شجرية صغيرة ومعمّرة، تسمّى شجرة «بادوب»، ‏دائمة الخضرة يصل ارتفاعها إلى 6 أمتار، تستخدم أوراقها لتحضير الشراب.
وُصفت «المتّي» بأنها هاضمة ومغذية وملينة، ويفضّل أن تُشرب بعد الطعام بوقت طويل لتسهّل هضمه. لا يُحدث الإكثار من شربها إمساكاً، ولا أضرار لها على القلب والأعصاب كالقهوة بالرغم من احتوائها على الكافيين بل إنها تبعث النشاط في العضلات وفي الأعصاب وتسكّن من آلام الرأس والصداع وعسر التنفس وتهدّئ الدماغ .كما تعدّ أيضاً قاطعة للشهية ومدرّة للبول تعالج احتباسه، أمّا إذا شُربت على الريق فإنها تليّن المعدة والأمعاء. تحضّر المتي في كؤوس تقليدية تصنع من ثمار تشبه القرع وتشرب في مصاصة تسمّى بالعامية بومبيجا (‏بمبيليا وتعني: أنبوباً معدنياً في نهايته السفلى انتفاخ على شكل فلتر مثقوب، وذلك لمص الشراب مصفىً من فُتات المتي)، قد يضيف إليها البعض السكر أو الحليب لجعل طعمها المر أكثر استساغة.
عند الانتهاء من شرب المتي، يلفظ المجتمعون كلمة «كراسي»، وبعد بحث طويل تبيّن أن جَذر هذه الكلمة يعود إلى اللفظة اللاتينية (gracia جراسييه) وهي تعني شكراً وتدل على الانتهاء من الشرب وقد حوّرها الناس إلى العربية بلفظة «كراسي».
مع تنامي عولمة كل الأنماط والعادات، تنتشر الآن في العديد من دول العالم شبكة من الاستراحات المتخصصة بتقديم المتي بنكهاتها المختلفة وقد استُحدث أول فرع في لبنان في مدينة عاليه.
يُتهم البعض بحبهم لها تيمّناً بصورة المناضل الأممي تشي غيفارا إذ إنه كان معروفاً باحتسائها.