بنت جبيل ــ داني الأمين«شرقت شمس الحق» هو عنوان مسيرة العودة إلى التراث القديم، الذي اختارته نساء بنت جبيل، من أجل المدينة القديمة التي تحتضنهنّ. 17 امرأة قرّرن في لحظة ما الخروج من منازلهنّ والتفرّغ للعمل في إطار المعرض الحرفي الأول، مستخدمات قدراتهنّ الفنية لصنع ما لا يستطيع السوق تأمينه. في المعرض، الذي ينتهي اليوم، صنعت النسوة المؤونة البيتية والقماش والفخاريات والأواني المنزلية القديمة، استخدمن في صناعتها مواد أولية بسيطة، كالكراسي القديمة والمناديل الورقيّة وقشور البيض وأوراق الصحف. ومن الجهة المقابلة للأواني المنزليّة، لم تنس النسوة المشاركات في معرض تراث البلدة القديمة، أن يحتجزن جزءاً من تلك المنتجات للشهداء، حيث حرصن على رسم صورهم وعرضها، ونحت أسمائهم على ألواح الزجاج، تخليداً للذكرى التي لم تنته بعد.
أمّا فكرة المعرض، فتلفت إحدى العاملات المشرفات إلهام بزي «إلى أنّها تعود للفنانة لينا بزّي، المختصّصة بأعمال الديكور، وتهدف من خلالها خلق فرص للعمل وتحريك العجلة الاقتصادية». ولعلّ السبب الثاني الذي دفع بزّي إلى ابتكار هذا المعرض، هو شعورها بأنّ لربّات المنزل دوراً هامّاً في الإنتاج، وخصوصاً في أوقات الفراغ، التي يستطعن استغلالها في الإنتاج لإثبات قدراتهنّ على الابتكار والتحدّي ومواجهة المصاعب، والاستفادة أيضاً، حيث راوحت الأسعار بين 15 و150 دولاراً أميركياً للقطعة الواحدة.
لم تكن الأسعار التي حدّدتها النسوة هي ما شجّعتهنّ على الإنتاج، فقد أسهم المجلس البلدي في المنطقة في توفير أماكن للعمل وبعض المعدّات، إضافة إلى وضع الإعلانات لاستقطاب الزبائن.
وكانت أعمال المعرض قد انطلقت في شهر كانون الثاني، حيث تمّ إنشاء معمل حرفي، بمساعدة الجمعية الحرفية لبنت جبيل، وأسهمت في المشروع نحو 40 امرأة من المدينة، على أن يُستخدم جزء من ريع المشروع لمساعدة الشباب غير المقتدرين مادّياً والراغبين في الزواج.
وعلاوة على ذلك، يسهم استمرار هذا المشروع في المحافظة على تراث المدينة، بعدما أسهمت السلع الأجنبية في القضاء على مصانع ومعامل المدينة، كما يؤدّي إلى تأمين فرص عمل كثيرة من شأنها خفض نسبة العاطلين عن العمل.