فداء عيتانيمسكين جيشنا الذي ندفع عليه غالياً من الضرائب ومن المساعدات التي ترهن مستقبلنا، وهو لا يزال مسكيناً منذ ما قبل بداية الحرب الأهلية.
مسكين لأنه عند نجاحه المفترض في فرض الخدمة الإلزامية و«تأطير الشبان في بوتقة وطنية غير طائفية» توقفت عمليات التجنيد وعُدّل القانون، ومسكين لأنه لم يقاتل مرة على الحدود الدولية، ودائماً يؤدّي دور قوى الأمن الداخلي، ومسكين لأنه رهين الطوائف اللبنانية، فإن اتفقت ساد وإن اختلفت تخلى وانكفأ، ومسكين لأنه منذ أكثر من ثلاثة أعوام وهو ينتشر على الطرقات بأسلحة خفيفة لا تنفع حتى في ضبط اللصوص ومنع قطاع الطرق من ممارسة نشاطهم، ومسكين لأنه، في كل حفلة من احتفالات الطوائف الدموية، ينتظر حتى تنتهي قبل أن ينتشر ويمسك بمفارق الطرق والأزقة. وهو مسكين لأن لديه من العناصر ما يكفي لتخصيص العديد منهم لمرافقة الضباط ولكن ليس ما يكفي لتنفيذ انتشارات ناجحة ومانعة بين باب التبانة وجبل محسن، ومسكين لأن على الجنود الفرجة على عناصر الميليشيات دون إبداء رد فعل، وعليهم في المقابل سحق المخيمات الفلسطينية دون إبداء الشفقة.
... ومسكين لأن وزير الدفاع هو الياس المر، ولأنه طلب التحقيق في الصورة التي نشرت أمس في الصحف اللبنانية.