أنطون الخوري حربتتبيّن شيئاً فشيئاً انعكاسات اتفاق الدوحة لناحية التقسيمات الانتخابية التي اعتمدت وفق قانون عام 1960 مع بعض التعديلات. وأول ما تطاول هذه الانعكاسات التحالفات الانتخابية وتقلباتها المحتملة في صفوف فريق 14 آذار. وتتركز هذه التغيّرات في دوائر جبل لبنان الجنوبي (بعبدا وعاليه والشوف)، إضافة إلى دوائر بيروت وصيدا وعكار.
يكشف نائب سابق في اللقاء الديموقراطي عن تصوّر للنائب وليد جنبلاط عن تحالفات انتخابية مع التيار الوطني الحر وحزب الله وحركة أمل والوزير السابق طلال أرسلان وتيار المستقبل. ويتضمن هذا التصور صفقة في بعبدا، حيث تتشكل لائحة يكون للتيار الوطني الحر فيها ثلاثة مقاعد مارونية، ولجنبلاط مقعد درزي (النائب أيمن شقير)، فيما يذهب أحد المقعدين الشيعيين إلى حزب الله، ويبقى الآخر لتيار المستقبل (بشخص شاغله الحالي النائب باسم السبع)، مثلما حصل في انتخابات 2005. في المقابل يبقى التفاهم قائماً مع المستقبل على المقعدين الشيعيين في دائرتي بيروت الثانية والثالثة (اللذين يشغلهما أمين شرّي من حزب الله وغازي يوسف من المستقبل).
أما في دائرة عاليه فيصرّ النائب جنبلاط على ترك مقعد درزي شاغر للوزير السابق طلال أرسلان بدل النائب فيصل الصايغ، وآخر أرثوذكسي للنائب السابق مروان أبو فاضل بدل النائب أنطوان أندراوس. على أن يبقى المقعد الدرزي الثاني للنائب أكرم شهيّب. ويتابع «التصور الجنبلاطي» في الشوف، فيفضّ تحالفه مع القوات اللبنانية، ليحل محله تحالف مع التيار الوطني الحر، يقضي بإبعاد النائب جورج عدوان ليحل محله (الوزير المحتمل) ماريو عون، إضافة إلى نواب الدائرة: نعمة طعمة، نبيل البستاني، إيلي عون، جنبلاط، مروان حمادة، علاء الدين ترّو ومحمد الحجار.
كذلك يقضي التصوّر بمنح القوات مقعداً أرثوذكسياً على لائحة المستقبل في عكار بدل النائب عبد الله حنا، ليبقى للقوات مقعدان تحصّلهما بقوتها في دائرة بشري. إضافة إلى مقعدين على لائحة المستقبل، الأول ماروني في البترون (أنطوان زهرا)، والآخر أرثوذكسي في الكورة (فريد حبيب). كذلك يترشح إدي أبي اللمع في المتن الشمالي، لتعود كتلة القوات في حال فوز مرشحيها جميعاً إلى حجمها الحالي.
أما على صعيد الكتائب فيتوقع جنبلاط ترشّح ثلاثة موارنة: الأول في المتن الشمالي لسامي الجميل، والثاني في زحلة لإيلي ماروني والثالث في بيروت لنديم الجميل، بالتنافس مع مرشحي التيار الوطني. ووفقاً لهذا التصور يبقى ترشيح كل من نايلة معوض وبطرس حرب وسمير فرنجية وجواد بولس على حاله على لوائح 14 آذار.
أما المعارك القاسية على مسيحيي 14 آذار، بحسب التقدير الجنبلاطي، فهي في دوائر كسروان وجبيل والبترون والكورة وزغرتا وزحلة، حيث يُتوقع غلبة للمعارضة، كما في دوائر الجنوب والبقاعين الشرقي والأوسط. بينما تخضع دوائر بعبدا وعاليه والشوف وبيروت الثانية والثالثة لائتلاف الفريقين. أما دوائر المتن الشمالي وطرابلس والبقاع الغربي فستشهد معارك قاسية على الفريقين. والدوائر التي ستؤول بسهولة إلى فريق 14 آذار هي: بيروت الأولى وعكار والمنية والضنية.
يبدو تقدير جنبلاط للتحالفات الانتخابية منسجماً مع مروحة مواقفه المتحركة، وتحكمه الواقعية التي طالما استسلم لها عند المحطات المفصلية.