البقاع الغربي ـ أسامة القادريتشهد مطاعم عنجر ومتنزهات صغبين هذه الأيام عجقة ولائم انتخابية، تذكّر بأيام الوصاية السورية، حين كانت تزدحم بالسياسيين المتملقين لركوب بوسطة انتخابية، أو صعود سلّم وزارة.
دعوات شبه يومية يوجهها «وجهاء جدد» يحاولون التقرب من تيار المستقبل، على شرف كوادر التيار من الفئة الثالثة، وفيهم ضباط ومنسقون ورؤساء بلديات ومخاتير. ويطل أحياناً أحد المستشارين البقاعيين في قريطم. وتكون الولائم مناسبة لعرض العضلات.
لكن أحداً لا يقدم جديداً لناحية خرق قواعد النائب السابق عبد الرحيم مراد، المنافس الحقيقي لمرشحي المستقبل. فهو لم تقتصر نشاطاته على البقاع الغربي بل امتدت إلى كل البقاع، وتحديداً الأوسط. وشملت جوانب تربوية وصحية وإنمائية، فضلاً عن ارتكازه على قاعدة حزبية أساسية في البقاع. ثم إنه يخوض المعركة بنفسه لا بالوكالة عن أحد، كما يفعل مرشحو المستقبل. ويرى متابع للوضع قريب من تيار المستقبل، أن مراد «خصم صعب يقوى حلفاؤه به، ولا يمكن إلغاؤه، إلا أن التحالف معه خط أحمر، ويُمنع مجرد الكلام عنه في أوساط المستقبل». وهذا ما يبرر البحث عن تحالفات جديدة، بعدما ذهب التحالف الرباعي إلى غير رجعة.
هذه الوقائع استدعت محاولات مستقبلية للاتصال بالحزب الشيوعي، على أمل التوصل إلى تحالف مع مرشحه فاروق دحروج. وقد لاقت هذه الاتصالات اعتراض الطامحين إلى مقعد نيابي من داخل المستقبل، باعتبار أن التحالف مع الشيوعي يفقدهم مقعداً من أصل اثنين، وانعكست انقساماً في صفوف التيار. ويرى البعض أن المعركة يجب أن تتركز على الخصم الأساسي (مراد)، من خلال ترشيح أحد أخصامه الأساسيين، بسبب قواعده الحزبية الخاصة به، ولكونه من بلدة المرج التي تمثّل ثقلاً انتخابياً، وهكذا «نضرب عصفورين بحجر واحد».
أما المقعد السني الآخر فيشير المتابع نفسه إلى أن «الدوائر تدور داخل المستقبل عليه، فهناك زحمة مرشحين، ولا يتنازل الواحد منهم دون ثمن». إلا أن أكثر المرشحين حظوظاً حتى اللحظة هو زياد القادري (نجل النائب الراحل ناظم القادري)، نظراً لانتشار العائلة في عدد من قرى البقاع الغربي. وهو من كوادر المستقبل، ومقرب من قريطم والمختارة.
في ضوء ما تقدم، فإن معركة انتخابية مبكرة بدأت في البقاع الغربي، الذي يكوي أهله الإهمال المزمن، فتتصاعد وتيرة الوعود بشراء محصول البطاطا بعد تعليق دعم «إيدال». وقد رصد الحريري لهذه الغاية مبلغ تسعة مليارات ليرة، تدور رحى معركة داخل المستقبل على من سيتولى توزيعها. تماماً كما تخاض المعركة بين مرشحيه على أفضلية الترشح وإثبات الولاء. فبعد الأحداث الأخيرة في منطقة سعد نايل وتعلبايا والمرج والمصنع والصويري، برزت وجوه جديدة تعتبر نفسها قيادية في البقاع ولا تأتمر بأحد. فمدت الجسور، استناداً إلى الشحن المذهبي وإثارة النعرات، طلباً لتجميع القواعد السنية.