صيدا ـــ خالد الغربيأما في معرض «تراث الماضي.. حنين للزمن الجميل»، فيأخذك المصور الصيداوي صلاح البابا في رحلة مع زمن صيدا الجميل، حيث تنقلك المشاهد التراثية والاجتماعية التي التقطتها عدسته إلى المدينة لتجعلك على تماس مباشر مع الحياة اليومية في عاصمة الجنوب منذ الخمسينيات والستينيات وصولاً إلى منتصف السبعينيات، وما رافقها من أحداث وأنشطة. تتخلّل هذه الرحلة مشاهد تعود إلى أواخر القرن التاسع عشر عبر صور عن فترة الحكم العثماني، وأخرى تظهر تطور صيدا العمراني والاجتماعي وتوسّعها إلى خارج أسوار صيدا القديمة.
لفلسطين حصة أيضاً في مجال التصوير الفوتوغرافي، فمعرض «ذاكرة عصية على النسيان» مخصّص لأعمال عدد من المصوّرين الفلسطينيين المقيمين في فلسطين والمؤمنين بحق العودة وبأهمية الصورة في توثيق وحفظ الذاكرة الفلسطينية، ولا سيما لدى الأجيال التي ولدت وترعرعت في الشتات.
أفرد المهرجان أيضاً مساحة للفن التشكيلي، من خلال معرض «نافذة حياة وتراث» الذي تصطحب فيه لوحات مصطفى كمال شعراوي الزائر في جولة إلى صيدا القديمة وطرائق عيش أهلها وتعرّفه من خلالها إلى الحرف التقليدية التي اشتهرت بها المدينة.
بينما يتساءل الفنان التشكيلي الفلسطيني لطفي قاسم «ألا يحق لنا أن نعيش» في لوحاته التي تعرض تحت عنوان «فن يلتزم بالقضية» وتتّخذ من القضية الفلسطينية إطاراً ورسالة لها تزيد من سموّ رسالة الفن نفسه، محاكياً المعاناة التي يكابدها شعب بكامله داخل الوطن الفلسطيني وخارجه.
أما «الإرادة التي تتجسّد إبداعاً»، فقد زيّنت المعرض بمجسّمات هندسية صنعها ذوو احتياجات إضافية لم تمنعهم الإعاقة الجسدية من أن يطلقوا العنان لمخيّلاتهم، وساعدهم توافر مشغل تابع لاتحاد المقعدين اللبنانيين على تنفيذ أفكارهم.


زكي: لبنان تجاوز أن يكون الفلسطيني مشكلته

جرى افتتاح المهرجان برعاية وحضور ممثل منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان عباس زكي والنائب بهية الحريري، ممثّلة بالمنسق العام لتيار المستقبل في جنوب لبنان المهندس يوسف النقيب، وفعاليات سياسية واقتصادية وأهلية لبنانية وفلسطينية وممثلي الجمعيات المشاركة وجمهور من المواطنين. وقال زكي في كلمته: «إن هذا النشاط هو بداية لعودة اللسان العربي إلى جوهره باعتبار القضية الفلسطينية هي القضية المركزية الأساسية في المجال العربي».
ورداً على سؤال عن الوضع في المخيمات قال زكي: «إن من يرى ما يجري بين التبانة وبعل محسن وما يجري في تعلبايا وسعدنايل عليه أن لا يسأل عن المخيمات». وأضاف: «نحن نتعاون مع الجيش وهو رمز وحدة هذا البلد. لبنان تجاوز أن يكون الفلسطيني مشكلته، فالفلسطيني ضيف عزيز نعمل دائماً بشكل أو بآخر على أن نكون ضيوفاً لدى أنصار كرام».