البقاع ـ أسامة القادريبعد نحو 10 أشهر على ارتكاب الجريمة التي ذهبت ضحيتها الحاجة خديجة الفوعاني وولدها علي الزين في ساحة بلدة علي النهري البقاعية، والتي يشتبه في أن أفراداً من عائلة زعيتر ارتكبوها على خلفية ثأرية، أثمرت وساطات حزب الله بين العائلتين لقاء مصالحة عقد يوم أمس في البلدة. وساطة الحزب، ممثلاً بعضو مجلس الشورى الشيخ محمد يزبك، بدأت منذ شهرين بعدما حاز يزبك من العائلتين تفويضاً للتفاوض، كُلّل بتوقيع تعهّد يُلزم الطرفين عدم الثأر أو التعدي على الآخر. وتضمّن التعهد أن يُسقِط آل الزين وفوعاني حقهم الشخصي أمام القضاء، وألّا يتعرضوا لأي فرد من آل زعيتر.
وأشارت معلومات لـ«الأخبار» إلى أن فدية المصالحة بلغت 25 مليون ليرة دفعها آل زعيتر لذوي الضحيتين، وذلك لأن آل زعيتر كان قد سقط منهم قتيل منذ سنة ونصف سنة تقريباً، في منطقة دير زنون، خلال مواجهة بين أفراد يشتبه في انتمائهم إلى عصابة سرقة (بينهم شاب من آل زعيتر) وعناصر من قوى الأمن الداخلي (بينهم أحد أفراد عائلة الزين)، لتأتي الجريمة الثأرية لاحقاً عندما قتل أقارب للشاب القتيل والدة أحد أفراد الدورية الأمنية وشقيقه.
وقد رحّب أفراد عائلة الزين بالمصالحة، ورأوا أن التنازل عن الحق الشخصي هو حقن للدماء وإبعاد لعواقب الثأر والثأر المضاد. وناشد عدد منهم ـــــ عبر «الأخبار» ـــــ المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي، أن يفي بوعده الذي قطعه أثناء تقديمه واجب العزاء لآل الزين وفوعاني بعد وقوع الجريمة بيوم واحد، عندما تحدّث عن إمكان اعتبار الضحيتين من آل الزين من شهداء قوى الأمن الداخلي، لأنهما قضيا بسبب عمل أحد أفراد عائلتهما الأمني.
بدوره، قال اللواء أشرف ريفي لـ«الأخبار» إنه «لا يزال عند وعده الذي قطعه لآل الزين وفوعاني، مشيراً إلى أنه أحال الملف على الهيئة العليا للإغاثة لإجراء المقتضى.
وخلال لقاء المصالحة، شكر عضو شورى حزب الله الشيخ محمد يزبك العائلات الثلاث التي أكدت على «علاقة الأخوّة بينها، ورغبتها في فتح صفحة جديدة». وحضر اللقاء ممثلان عن نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى والسيد محمد حسين فضل الله، إضافة إلى النائبين حسين الحاج حسن وحسن يعقوب والوزيرين السابقين فايز شكر ومحسن دلول.