فداء عيتانيلم تكن موضة سلفيو برلسكوني قد انتشرت ووصلت إلى بلادنا حين اغتيل الرئيس رشيد كرامي، ولم تكن درجت بعد موضة الانتفاضات السلمية والتلويح بالأعلام والوقوف ليلاً تحت الأمطار أو على أنوار الشموع كما حصل في أوكرانيا. للأسف فإن رشيد كرامي اغتيل حين كانت الموضة هي أن تموت الضحية بصمت وأن يملأ القاتل الدنيا بالكلام وأن يسود فيترأس ويتحكم. حين اغتيل كرامي كانت الأيام هي الأصعب على أهل السنّة، ولم يكن قد بقي الكثير ليخسروه. فقدوا بيروت تحت وطأة اجتياحات ميليشيات أمل والحزب التقدمي الاشتراكي، وفي الشمال كانت حركة التوحيد تتأهب لدفع ثمن الاتفاق الثلاثي دماراً وموتاً، والإدارة السياسية للسنّة الذين يمثلهم كرامي كانت تتآكل موتاً وتهديداً وإخضاعاً. حين اغتيل رشيد كرامي لم تأت ردات الفعل مصادرة الحياة في البلاد مدى 3 أعوام لمعرفة الحقيقة، بل تجوهلت الحقيقة، وأطلق الفاعل المجرم الذي يطفو سياسياً على أمواج مطالبة بحقيقة أخرى لاغتيال آخر.