تلقت الوكالة الوطنية للإعلام عبر الفاكس أمس، بياناً منسوباً لتنظيم «فتح الإسلام»، يتبنى التفجير الذي وقع فجر السبت الماضي في مركز لمخابرات الجيش في بلدة العبدة العكارية، وأدى إلى استشهاد مجند في الجيش. وقال البيان إن العملية أتت انتقاماً «لدماء أهل التوحيد» التي «أريقت خلال الهجوم الذي شنه الجيش اللبناني ضد أهلنا في مخيم نهر البارد».وحتى يوم أمس، لم تكن التحقيقات قد توصلت بعد إلى أي خيوط جدية في القضية، باستثناء التقارير الأولية التي نظمها خبراء عسكريون كشفوا على مكان الانفجار، ولم يتمكنوا من حسم ما إذا كان التفجير قد جرى بواسطة ساعة مؤقتة أو عبر جهاز تفجير عن بعد. فقد تبيّن أن الصاعق المستخدم هو كهربائي، وهو ما يمكن ربطه بمؤقِّت أو بجهاز تفجير عن بعد.
إلا أن تحقيقات الجيش حسمت أن العمل عدائي وليس حادثاً عرضياً، وأشارت المصادر إلى ترجيح أن يكون من زرع العبوة قد استغل ثغرة الباب الخلفي لمركز المخابرات الذي لم تكن الحراسة مشددة عليه.
من ناحية أخرى، وفي ما يتعلّق بحادثة تعمير عين الحلوة التي وقعت عصر اليوم ذاته، ذكرت مصادر مطلعة لـ«الأخبار» أن الترجيحات التحقيقية تشير إلى أن الشاب الذي كان يحمل حزاماً ناسفاً لم يكن في البداية يقصد التوجه إلى حاجز الجيش لتفجير نفسه، بل إنه كان ينوي الخروج من المخيم، لكن، بعدما اشتبه فيه رجال الجيش ركض باتجاههم بطريقة فُهِم منها أنه كان ينوي تفجير نفسه بناقلة الجند التي قتل قربها. وأضافت المصادر أن بطاقة الهوية الفلسطينية التي كانت في حوزة القتيل مزوّرة. وحتى ما بعد ظهر أمس، لم يكن قد توافر أي دليل على أن الشاب لبناني أو فلسطيني من سكان لبنان. وأكّدت المصادر أن التحقيقات المخبرية والاستعلامية، لم تتمكن بعد من تحديد جنسية الشاب، مشيرة إلى أن ما ذُكِر عن أن الشاب خليجي ليس سوى ترجيح بسبب لون بشرته، وهو الأمر الذي لا يمكن التعويل عليه بشكل قاطع.
وبالنسبة للبيان الذي تلقته الوكالة الوطنية للإعلام، بدأت الأجهزة المعنية تحقيقاتها لتحديد مصدره، مع العلم أن أكثر من مرجع أمني رفيع رجحوا أن يكون البيان ملفّقاً، وخاصة أن الموقع الإلكتروني الذي ينقل بيانات «فتح الإسلام» لم يأتِ على ذكر البيان. وأعرب مرجع رفيع عن اعتقاده بأن يكون حادثا السبت الفائت تجاوباً مع خطابات أيمن الظواهري وأسامة بن لادن الأخيرة.
(الأخبار)