مهدي السيدهذا وأفادت التقارير الإسرائيلية أنه تم حتى الآن تشخيص أشلاء ثلاثة جنود، ونقلت معاريف عن محافل ضالعة في عملية التشخيص أن حزب الله حافظ على الأشلاء بطريقة محترمة. وفي المقابل، أفاد الناطق باسم الجيش أنّ شعبة الموارد البشريّة عيّنت طاقماً يُطْلع، عند الضرورة، العائلات الثكلى على كل جديد حول هويّة أشلاء جثث أبنائهم.
في هذه الأثناء، تواصلت التعليقات في إسرائيل على عملية التبادل، حيث برز توجه رسمي إسرائيلي رأى أن تسليم حزب الله أشلاء جنود إسرائيليين كان «مبادرة نية حسنة» أحادية الجانب نفّذها الحزب تجاه الألمان. وقالت مصادر سياسية إسرائيلية إن الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، أراد من وراء تسليم أشلاء الجثث أن يبدي استعداداً للتقدم في المفاوضات بشأن صفقة تبادل الأسرى. رغم ذلك، قالت هذه المصادر لصحيفة يديعوت أحرونوت إنه «لم نُطالب بتقديم أي شيء بالمقابل، لكن بالإمكان أن نأمل أن هذه الخطوة ستدفع الصفقة إلى الأمام بكل تأكيد».
وفي هذا السياق، كتب محلّل الشؤون الاستراتيجية في يديعوت أحرونوت، رونين برغمان، أن خطوة حزب الله جرت بعدما مارست إيران ضغوطاً على الحزب. من جانبه، كتب محرر الشؤون العربية في هآرتس، تسفي بارئيل، أن «أساليب نصر الله في إدارة المفاوضات ليست مفاجئة. والمبدأ القائل إنه لا يتم تقديم بوادر نية حسنة ولا يتم منح العدو «هدايا» بقي على حاله، بحسب رواية نصر الله، أمس أيضاً». من جهة ثانية، قال بارئيل إن «توقيت صفقة تبادل الأسرى الواسعة مرتبط بمدى استعداد نصر الله لتقديم تنازلات لإسرائيل. وقراره بهذا الخصوص لن يكون معزولاً عن الشكل الذي سيمكّنه من تحقيق مكاسب سياسية داخل لبنان».
وأفادت صحيفة دير شبيغل الألمانية في عددها أمس أن الوسيط الألماني بين إسرائيل وحزب الله قد أبلغ المسؤولين في برلين أن بوادر تقدم بدت تلوح في المفاوضات بشأن تبادل الأسرى. وأضافت الصحيفة إن الصفقة إذا وضعت موضع التنفيذ فستعدّ إنجازاً دبلوماسياً رائعاً.
بدوره رحّب الأمين العام للأمم المتحدة بالتبادل الأخير بين حزب الله وإسرائيل، ورأى أنّها خطوة إيجابية على طريق تطبيق الشق الإنساني من القرار 1701. وقال بان كي مون في بيان أذاعته المتحدثة باسمه، ماري اوكابي أمس «يرحب الأمين العام بإعادة إسرائيل لأسير مفرج عنه إلى لبنان وبإفراج حزب الله عن أشلاء جنود قتلوا في حرب 2006. وهو يعتقد بأن هذه التطورات إيجابية نحو معالجة القضايا الإنسانية التي تعدّ شقاً مهماً من قرار مجلس الأمن الدولي 1701».