باريس ـ بسّام الطيارةويلفت المصدر إلى أنه بخروج الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك من الإليزيه تغيّرت مسالك العلاقة بين القصر الرئاسي ومواقع القرار في المملكة العربية السعودية، وأن هذا التغيير انعكس بقوة على مسار معالجة الملف اللبناني، وهو ما رأى فيه البعض تمايزاً بين المواقف الفرنسية من جهة والمواقف السعودية والأميركية من جهة أخرى، وخصوصاً في ما يتعلق بالدعوة إلى لقاء سيل سان كلو.
ويرى المصدر أن تركيز العمل على محور الدوحة «يجب وضعه في خانة تصويب عمل» خلية الإليزيه الدبلوماسية، وهو يعكس فتح طريق دمشق «من أجل إعادة تنشيط شبكة التفاهمات» الموجودة بين غيان ومراكز القرار في دمشق منذفترة طويلة، وخصوصاً في مجال الأمن ومكافحة الإرهاب.
ويرى بعض المراقبين أن هذا التصويب السياسي كان قد أُعدّ له منذ مدة، وكان ينتظر إعلان اتفاق في لبنان ليخرج إلى العلن. ويوافق المصدر هذا الرأي، لكنه يضيف أن طموح ساركوزي بتأدية دور في المنطقة يتجاوز ما يمكن أن يقيسه البعض، ويستطرد قائلاً إن الرئيس الفرنسي يعرف تماماً حدود قوة بلاده، لافتاً إلى أنها ذات محورين، محور أفريقي ومحور شرق أوسطي، وأن السنة الأولى من حكم ساركوزي كانت لـ«تمرين أسنانه على الدبلوماسية الخارجية».
ويوافق المصدر المراقبين الذين يرون أن زيارة ساركوزي إلى لبنان مع كل حكومته وعدد لا يستهان به من رجال الأعمال، إضافة إلى كونها إشارة إلى أنه لن يتخلى عن لبنان وأن انخراطه في مرحلة ما بعد الدوحة يعادل انخراط أمير الدوحة، تشكّل أيضاً إشارة إيجابية باتجاه سوريا، وخصوصاً بعد وصول تأكيدات عديدة من دمشق أنها سوف تحضر قمة الاتحاد من أجل المتوسط. ولذلك، فإن من المستبعد أن يصدر أي خطاب معاد لسوريا على لسان ساركوزي خلال زيارته بيروت.
ومن هنا يرى المصدر أن استراتيجية ساركوزي التي تهدف إلى تمكينه من تأدية دور في الشرق الأوسط تبدو جلية من خلال الإمساك بـطرفي النزاع: إسرائيل وسوريا.