رضوان مرتضىأما حال المعسكر القومي فيختلف نسبياً عن نظيره «المستقبلي»، حيث أجمع «سكانه» على طي صفحة الماضي، إلا أن بعضهم رأى أن «المستقبليين» هم من يرفض طيّها. وذهب أحدهم إلى أبعد من ذلك، حيث رأى أن من يمزق صور «المستقبل» هم «المستقبليون» أنفسهم. وحسب رأيه، هدفهم من وراء ذلك إظهار مسؤولية القوميين عن مظلوميتهم و«جرحهم الذي لم يندمل»، وعلى حد قوله لا وجود لأي جرح «سوى في المخيلة المستقبلية».
يتوسط المعسكرين مكتب مختار المنطقة عبد الباسط عيتاني، الذي لم يكن يعلم بقضية تمزيق الصور، لكنه أفاد «الأخبار» بأنه يعلم فقط أن من يقوم بمثل هذه الأعمال هم أصحاب نفوس مريضة أو طابور خامس يريد خلق بلبلة بين أبناء المنطقة الواحدة الذين اتفقوا على طي صفحة الماضي.
وما بين القوميين والمستقبليين والمختار يظهر أحدهم معرّفاً بأن الجهة التي يؤيدها هي لبنان. «لبناني» يبدي خشيته من أن تتحوّل معارك الصور القائمة إلى معارك فعلية، فتؤدي في ما بعد هذه الأعمال، رغم صبيانيتها، إلى جرّ أبناء المنطقة الواحدة إلى التذابح في ما بينهم. «لبناني» آخر يضمّ صوته إلى خانة المنتمين إلى لبنان فقط، مستعيناً بالمثل العامي: «القصة مش قصة رمانة، قصة قلوب مليانة»، يستطرد بعدها: «النفوس تحتاج لبعض الوقت كي تهدأ، وأظن أن هذه الحركات ستستمر».
رغم النفوس التي يظهر أنها لا تزال محقونة بشكل كبير، يظهر أحد مؤيدي 14 آذار الذي يرى أنه تخطى «الاحتقان الموجود»، رغم جيرته لمركز القوميين، طارحاً تساؤلاً عن سبب عدم إزالة جميع الأعلام الحزبية وصور السياسيين إذا كانت تسبب كل هذه الحساسيات والمشكلات، ليُستعاضَ عنها بصور الفنانات التي يفرح اللبنانيون لرؤيتها وتحظى بإجماعهم؟