فداء عيتانيلا شيء يستطيع إرجاعه عن شهوة السلطة، بما فيها الاتهامات الكبيرة والثقيلة التي كيلت ضده، فهو بعدما تعرض لشتائم معلنة وأخرى مضمرة، وافق على ترؤس حكومة تضم شاتميه وكارهيه وأصدقاءه الألداء. كذلك لا يدفعه الكره العام له إلى التراجع، فهو ليس مستعداً فقط لإفقار الناس، بل للتعاون مع من ارتكب المجازر وجرائم الحرب باسم تطهير البلاد ورفع نير الإرهاب، ولا، بل راح يخطب ود مجرمي الحرب للبقاء في السلطة. ولا إذلال المجلس النيابي له عبر تسميته بفارق ضئيل يمكن أن يحط من عزيمته، فهو يوافق على أغلبية النصف زائداً واحداً، ولو سمح الدستور لوافق على أية أقلية تختاره لرئاسة الحكومة. لا شيء يحد من شهوة السلطة، ولا حتى كلام ناصح راجح العقل كرئيس حكومة سابق زاره بروتوكولياً وسمع منه كلاماً جدياً. لا شيء يدفعه إلى التراجع، ولا حتى التقليد القديم لدى رجال في هذه الدولة، يقضي بالاعتذار، فهو لم يعتذر مرة من الإنهاك الذي سببه للبلاد ولاقتصادها، كما أن ذاك كان يحدث حين كان لدينا ملامح لدولة، وقبل تحولها إلى شركة بإدارة حرة وعشوائية.