ينسى المرء مفاتيحه، أو أسماء أشخاص من المعارف قلّما يلتقيهم، إنما حين ينسى باستمرار أموراً بديهية ومكرّرة، كعنوان منزله مثلاً، لا يعود الأمر طبيعياً، ويكون ذلك أحد عوارض مرض ألزهايمر. هو حالة مرضيّة تفتك بالخلايا العصبية في المخ فتتلفها وتصيب الجزء المسؤول عن الذاكرة والتفكير واللغة. وقد ينتقل وراثياً عن طريق جينات أحد الوالدين، أو قد يكون فردياً ويصيب الأشخاص مع تقدمهم في السن. تشمل أعراضه فقدان الذاكرة وصعوبة التفكير المجرّد وصعوبة إيجاد المصطلحات المناسبة للتعبير، وتترجم جسدياً عبر الأرق والقلق الدائم والاكتئاب والعدوانية تجاه الآخرين. تستغرق هذه الأعراض وقتاً زمنياً طويلاً في تطورها، لذلك يقتصر العلاج على أدوية تطيل هذه الفترة فحسب ولا توقف المرض. كما تستخدم شريحة أخرى من الأدوية لمعالجة العوارض فقط.ألزهايمر هو مرض مركّب من الصعب رصد كل مسبّباته، لكن العلماء حددوا بعض العوامل الأبرز المؤدية إليه كالتقدم في السّن وضغط الدم العالي ونسب الكوليسترول المرتفعة. يضيف بعض الباحثين، بالاستناد إلى تحاليل أثبتت وجود آثار لمادة الألومينيوم في مخ المصاب بالألزهايمر، عامل التعرّض المفرط لأنواع معينة من المعادن، لكنه طرح لم يثبت علمياً مئة في المئة. ينصح الأطباء، لتفادي هذا المرض، باتخاذ تدابير لتحسين صحة القلب والشرايين، كممارسة الرياضة واتّباع نظام غذائي خالٍ من الكوليسترول ومعالجة الضغط العالي بالنسبة إلى المصابين به. أما في ما يتعلق بالمحيطين بالمريض من أفراد أسرته والمقربين منه، فعلى هؤلاء توفير العناية الكاملة والخاصة بالمريض، من خلال مداراته وإحاطته بالكثير من الحب والاهتمام.