يكثر الحديث عن عمشيت هذه الأيام، لكن قلة تعرف أنها، إلى جانب بحرها وانتماء رئيس الجمهورية اللبنانية الجديد إليها، المكان الوحيد في لبنان حيث تستطيع أن تتذوق المورّقة. والمورّقة هي نوع من الفطائر المحلاة المحشوة بالجوز واللوز والمعطّرة بماء الورد وبماء زهر الليمون. يعود أصلها إلى نوع من الحلويات التقليدية العربية قوامها طبقات من العجين يمرغ عليها السمن البلدي وتزيّن بالسّكر وتُطهى على الصّاج. وقد تحوّلت هذه الفطيرة التقليدية إلى ما نسميه اليوم «الكلاج». أما أهالي عمشيت، فقد دمجوا طريقة تحضيرها بطريقة صنع القطايف بعدما استخدموا في صناعتها الحشوة ذاتها التي تستخدم للقطايف. تعود خصوصيتها إلى طريقة حشوها، إذ تثقب العجينة الممدودة على شكل رغيف من وسطها بعد أن تنثر الحشوة عليها، ويعمد إلى لفّها بشكل دائري من الداخل نحو الخارج ليصبح شكلها كالإطار المغلق في سبيل منع الحشوة من التّسرب.كانت المورّقة تصنع وتطهى تقليدياً على الصاج في ظل غياب الأفران، أما اليوم، فهي تصنع على الصواني المنزلية في الأفران. وقد طوّرت ربّات المنازل في شكلها ليعطينها شكلاً حلزونياً. تصنع المورّقة في المنازل عادة، لكن الفرن الوحيد الذي يبيعها للعامة هو فرن الصبايا في عمشيت. تملك هذا الفرن أسرة مكوّنة من أم وبناتها الثلاث، حوّلن هوايتهن إلى صنعة. فأصبح فرنهن مشهوراً ببيع جميع المعجنات التقليدية ومنها المورّقة.