صيدا ــ خالد الغربيبعد فشل انتحاري من تفجير نفسه بحاجز للجيش عند مدخل التعمير بصيدا، عززت وحدات الجيش اللبناني في محيط مخيم عين الحلوة من إجراءاتها الأمنية، مخضعة العابرين عند حواجزها إلى تفتيش دقيق شمل السيارات والعابرين على حد سواء. كما قضت التدابير بسد بعض المنافذ الفرعية ووضع عوائق في الطريق الرئيسي. وعلى الرغم من أن الطريق التحتاني إلى المخيم المذكور، حيث حاول المنتحر تفجير نفسه، لا تزال مقطوعة أمام السيارات، إلا أنه لوحظ خلال الساعات الأخيرة أن عناصر الجيش وضعوا الأسلاك الشائكة على الطريق، والعوائق المادية أيضاً، وحُوّل الدخول والخروج عن طريق الحاجز الفوقاني. بينما تحدث شهود عن وجود كتل إسمنتية وجدار لإقفال بعض الممرات الداخلية التي توصل بمخيم الطوارئ.
أبو أحمد الموجود في محل لبيع الدواجن بمحلة التعمير، يقف متأففاً من سوء الأحوال الأمنية في منطقته، في ظل الإجراءات الأمنية المستجدة من الجيش اللبناني. يقول أبو أحمد: «شو ذنب هالناس المعترين من أبناء التعمير والطريق مقطوعة.. صرنا شَطرَين». ثم يردف قائلاً: «كمان شو ذنب الجيش، بدهن يحموا حالهم ويحموا الناس ويفرضوا الأمن، كلنا بالهوا سوا».
بدورها، ذكرت مصادر متابعة للوضع أن الجيش قام بهذه الخطوة، وخصوصاً أن العناصر التابعة للقوى الإسلامية الفلسطينية التي كانت قد أقامت حاجزاً لها في منطقة التعمير، عند مدخل الشارع الأول لمخيم الطوارئ، لضبط حركة عناصر جند الشام إثر الاشتباكات التي جرت قبل عام بين الجيش و«جند الشام»، كانت قد أخلت الحاجز الفلسطيني قبل أكثر من شهرين.
أما الفصائل والقوى الوطنية والإسلامية الفلسطينية وأنصار الله ولجنة المتابعة، فقد عقدت اجتماعاً موسعاً، بحضور اللجان الشعبية الفلسطينية في منطقة صيدا في منزل قائد الكفاح المسلح الفلسطيني العميد منير المقدح. وقد خلص المجتمعون إلى إدانة الحادث الذي استهدف حاجز الجيش في التعمير، مشددين على ضرورة استكمال انتشار الكفاح المسلح الفلسطيني في كل أحياء المخيم.
أما المقدح فأكد عقب الاجتماع أن الانتحاري «ليس من عين الحلوة، وخاصة أنه بعد نشر صور الجثة واسم صاحبها، لم يثبت أن له عائلة موجودة في المخيم، ونحن بانتظار نتائج التحقيقات». أضلف المقدح: «لا معلومات دقيقة لدينا، فمعلوماتنا اقتصرت على ما صدر عن الجيش اللبناني الذي يجري تحقيقاً بهذا الشأن، لا سيما أن الجثة موجودة لديه، وهناك موقوفون يُحقّق معهم».