أمل ديبقرر طلاب جامعة البلمند وأساتذتها ألّا تمر الذكرى الستون لـ«نكبة فلسطين» دون أن يحيوها. فالنشاط الذي نظمه نادي حقوق الإنسان وعدد من الأساتذة، والذي كان قد تأجل بسبب الأحداث الأمنية والسياسية الأخيرة في لبنان، حمل عنوان «Palestinian dispossession and resistance in story and song :Performing History». وكما يدل العنوان، اختار النادي أن يجسد القضية الفلسطينية بالأغاني والقصص والصور والأفلام. توزّعت الصور بالأسود والأبيض، مجسّدة مشوار التهجير منذ عام 1948 أمام مسرح الزاخم. أما في الداخل، فقد كان الحضور، الذي كان خجولاً، ينتظر بدء البرنامج الغني الذي بدأ بأغنية «زهرة المدائن» أدّتها الطالبة جنى عبد العزيز. بعد ذلك كانت محطة للطالب عوني ديب الذي قرأ للحضور قصة كتبها بعنوان «The Land Of Jah» (أرض الله) عن حياة صديقه الفلسطيني. ثم عزفت الطالبة منال عبد الله أغنية «الجسر» على العود، قبل أن تروي الدكتورة جيليان بيغيت انطباعاتها بعد مقابلتها مع «أم مازن» التي تهجرت عام 1948. تلى ذلك عرض للفيلم الوثائقي «Forbidden Love» لـ«شاهد ناجي»، يروي قصة تهجير الفلسطنيين والمشقة التي تكبدوها للوصول إلى لبنان، مع استعدادهم لعيش كل تلك اللحظات والأوقات الصعبة إذا ما كانت الوجهة إلى أرضهم الأم، فلسطين. بعد ذلك، اعتلت السيدة فاطمة منصور «أم طارق» لتتحدث عن كونها فلسطينية في لبنان، وعن الوضع الاجتماعي الصعب الذي يعيش الفلسطينيون فيه. وعند الخامسة عصراً كان عرض لفيلم «الاجتياح» لـ«نزار حسن».
وقد رأى الدكتور مايك أور، أحد المنظمين، أن إحياء الذكرى هو أقل ما يجب أن نقوم به كي لا ينسى الرأي العام أن الفلسطينيين مشردون. أما الدكتور سامر أنوس فقد أوعز سبب قلة الحضور إلى عدم فعالية الدعاية، وانشغال الطلاب في امتحانات نهاية الفصل، كما لم يستغرب ذلك من طلاب لا يبدون اهتماماً بالقضايا الوطنية والقومية، وغير مبالين إلاّ بأمورهم الشخصية.