عفيف ديابلم تفق بعد المعارضة في البقاعين الأوسط والغربي من سباتها المستمر منذ ما بعد السابع من أيار. فقوى المعارضة التي غابت خلال الأحداث الأخيرة وتركت الموالاة تسرح وتمرح في شوارع المنطقتين، تعيش حالاً من القلق على مصيرها، بعدما أصبح الجميع في السلطة يتنافسون على الحقائب الوزارية، مستبعدين المعارضة عن النقاشات الدائرة، علماً بأن لمعارضة عبد الرحيم مراد وفيصل الداوود وإيلي الفرزلي وغيرهم من الشخصيات البقاعية وزناً لا يستهان به في جغرافيا البقاعين الغربي والأوسط السياسية.
وأظهر مسار الأحداث الأخيرة منذ ما بعد «صلح الدوحة» أن «ترويكا المعارضة» الممثلة بحزب الله وحركة أمل والتيار الوطني الحر، لم تعد تعطي وزناً لسائر الشخصيات والقوى المعارضة التي سرعان ما حولتها الترويكا إلى حركة لا هدف لها سوى مقاعد وزارية وحقائب سيادية وخدماتية على حد وصف أحد المعارضين في البقاع الغربي الذي يقرأ بهدوء تفرّق عشاق المعارضة، دون أن يستبعد تحالف بعض قواها مع قوى أكثرية في الانتخابات النيابية ربيع سنة 2009. ويقول: «للأسف الشديد، ذهبت ترويكا المعارضة إلى الدوحة ولم تكترث برأي سائر الحلفاء، حتى إنهم لم يكلفوا أنفسهم اصطحاب أحد أعضاء اللقاء الوطني المعارض الذي رفد المعارضة بدعم سياسي أعطاها ميزة وطنية. كان كل هم بعض قوى المعارضة حصصهم في الحكومة وتقسيم الدوائر الانتخابية لإشباع غرورهم السياسي».
وفي مقابل هذا الامتعاض، فإن التقويم الأولي لقوى بقاعية معارضة لا يخفي تقاعسها عن أداء دورها السياسي و«إيصال الصوت إلى حلفائنا أولاً. كان علينا أن نتميز بأداء دورنا السياسي والشعبي في البقاع خاصة ولبنان عامة، وتقاعُسنا عن القيام بما علينا من تطوير المعارضة ربما أدخلنا طي النسيان». ويقول مسؤول في المعارضة إن «تفعيل دورنا وحركتنا يجب أن يبدأ من تحديد شكل العلاقة ومضمونها مع قوى معارضة أخرى. فالقوى المعارضة الأخرى لها حساباتها السياسية والشخصية التي لا تلتقي بالضرورة مع حساباتنا في المنطقة. فمنذ الآن بدأنا نسمع أن حلفاء لنا في المعارضة سيخوضون الانتخابات النيابية في البقاع الغربي وراشيا وزحلة والبقاع الأوسط وكأننا غير موجودين. يجب أن يبدأ النقاش والحوار لتشكيل جبهة معارضة منظمة ومتماسكة في دائرة البقاع الغربي وراشيا لمواجهة تحالف الأكثرية، وإذا صدقت النيات، فإن المعارضة في المنطقة تستطيع تحقيق مكاسب انتخابية مميزة».
ويوضح: «في الانتخابات النيابية الماضية كانت قوى المعارضة مشتتة، ومع هذا استطاع تحالف مراد والداوود والفرزلي تسجيل أرقام كبيرة في الانتخابات، ولو أُضيف إليه أصوات التيار الوطني الحر والحزب الشيوعي والحزب القومي (حركة أمل وحزب الله كانا ضمن التحالف الرباعي) لكانت المعارضة قد حققت خرقاً كبيراً للائحة فريق الموالاة، ومن هنا فإن تشكيل جبهة معارضة متماسكة منذ الآن، وبعيداً عن الحسابات الشخصية، سيغيّر المعادلة السياسية والانتخابية في البقاع الغربي وراشيا خلافاً لما هو سائد ومتعارف عليه في الأوساط السياسية عند الموالاة، وحتى عند المعارضة».