«إعطاء المغتربين حق استعادة الجنسية وحق الاقتراع مطلب مسيحي في الأساس ومطروح منذ الاستقلال، حرصاً على التوازن الداخلي»، يقول جوزف أبي خليل نائب رئيس حزب الكتائب اللبنانية، «ومعظم المغتربين، منذ ما قبل الاستقلال، هم مسيحيون، ويندمجون بسهولة في المجتمعات المسيحية الغربية في أوروبا والأميركيتين، مما يبرز أولوية إعطائهم حق الاحتفاظ بالجنسية وحق الاقتراع حتى لا يخسرهم لبنان نهائياً. أما المغترب المسلم فشأنه مختلف، إذ هو لا يتأقلم بسهولة في بلاد الاغتراب، بل يعود إلى لبنان لارتباطه الوثيق بالمجتمع الشرقي».منذ أكثر من خمسين عاماً وحق المغتربين بالحصول على الجنسية والإدلاء بأصواتهم عبر السفارات والقنصليات خلال الانتخابات النيابية، يتصدّر سلّم أولويات الكتائب، وهي أول من طرح الموضوع وجهد في سبيله، فكان أول مؤتمر للمغتربين عام 1945، وسعت إلى إنشاء الجامعة اللبنانية في العالم.
يولي أبي خليل أهمية قصوى لمغتربي السنوات الأربعين الأخيرة، أي عشية اندلاع حرب 1975، وخصوصاً أن عددهم فاق المليون، ومعظمهم هاجر إلى أفريقيا ودول الخليج، فاحتفظوا بجنسيتهم الأصلية، مما يسهل عودتهم، ويطالب بحق هؤلاء كما يطالب بحق مغتربي الدول الغربية في الاقتراع وتسهيل منح أولادهم الجنسية. ويكشف أبي خليل عن آلاف المعاملات لتجنيس أبناء المغتربين، ومعظمهم من المسيحيين، مكدّسة في المديرية العامة للمغتربين ولا يبتّ أمرها لاعتبارات «لا نودّ التحدث عنها». كما ينتقد بشدة قانون التجنيس الذي وقّع عليه رئيس الجمهورية الراحل إلياس الهراوي عام 1992، وجنّس بموجبه الآلاف دفعة واحدة دون اعتبار الوقت اللازم لهؤلاء للاندماج في المجتمع اللبناني، إضافة إلى «وجود عقلية حاكمة لا تعي مسؤولياتها التي هي في جوهرها بناء وطن لا تسيير أعمال دكان». ويسأل حيال هذا الواقع: «هل المطلوب لبنان دون مسيحييه؟». إن المسيحيين جزء لا يتجزأ من لبنان، وسمة لبنان تكمن في تنوّعه، وفي الوجود المسيحي الذي يسهم فكرياً وحضارياً في تكوين التجربة اللبنانية الفريدة». ويضيف أن «مسيحيي الشرق في الأراضي المقدسة والعراق تعرضوا للاضطهاد، وهاجر معظمهم. فهل يراد لمسيحيي لبنان المصير نفسه؟».
ويراهن أبي خليل على الظروف المحلية والإقليمية والدولية المؤاتية لتطبيق بنود اتفاق الدوحة، «فأمام اللبنانيين فرصة تاريخية في هذا المضمار، والعودة سريعاً إلى اتفاق الطائف وحلّ المسائل العالقة في المؤسسات، والاستفادة من الاهتمام العربي بالقضية اللبنانية، لأن انهيار لبنان يعني انهياراً للدول العربية ووقوعها في فتنة سنية ــــ شيعية، وخصوصاً أن الشيعة ليس لديهم الحقوق نفسها كتلك التي يتمتعون بها في لبنان.
ويعود فيركّز على البعد الوطني لإعطاء المغتربين الجنسية، مخرجاً الموضوع من الإطار المسيحي، ومؤكداً متابعة الكتائب العمل لضمان حقوق المغتربين.
(الأخبار)